قال عمر بن أبي ربيعة:
وروح رعيان ونوم سمر ......وغاب قمير كنت أرجو مغيبه ...
ومن آياته: أي من حججه وبيناته الدالة على ربوبيته اختلاف الليل والنهار ومقاديرهماوزيادة أحدهما ونقصان الآخر: { هو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا يولج النهار في الليل ويولج الليل في النهار} ومن آياته الشمس والقمر واختلاف تنقلهما في منازلهما وبروجهما وزياد القمر ونقصانه ووجه الدلالة عليه تعالى في ذلك ظاهرة إذ هي أجسام يجوز عليها الزيادة والنقصان والإنبساط والإنقباض والقديم جل جلاله يتعالى عن جميع ذلك تعالى علوا كبيرا أفمن كان ذاته زيادة ونقصانا وتنقلا مكانا ومكانا هل يستحق الخضوع والسجود هو أم الواحد المعبود: {إن كنتم إياه تعبدون} أي إن كنتم تتقربون إلى طاعته وعبادته فلا تسجدوا لهذه المخلوقات واسجدوا للذي خلقهم.
كان من الكفار من يسجد للشمس والقمر نحو ما يفعل الصابؤن في سجدودهم وعبادته للكواكب على أحد الأقوال لمذاهبهم ويقولون إنما يسجدون لهم تقربا لهم إلى الله تعالى كما قال الله تعالى: {إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى} ينهاههم الله تعالى عن ذلك وأوجب عليهم أن يسجدوا لله تعالى ويخلصوا دينهم له فهو الأجدر بأن يعبد والأقمن بأن بالعباده يحمد.
صفحة ١٨٣