141

العمدة في محاسن الشعر وآدابه

محقق

محمد محيي الدين عبد الحميد

الناشر

دار الجيل

رقم الإصدار

الخامسة

سنة النشر

١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م

والشيخ لا يترك أخلاقه ... حتى يوارى في ثرى رمسه فالسين حرف الروي، وحركتها مجرى، وإن شئت إطلاق، كلاهما يقال، والهاء وصل، وحركتها نفاذ، وبعدها في اللفظ ياء هي الخروج، ولو كانت الهاء مضمومة كان الخروج واوًا، أو مفتوحة كان الخروج ألفًا. ولا يكون حرف الروي إلا في أحد ثلاثة مواضع: إما متأخرًا كقول طرفة: لخولة أطلال ببرقة ثهمد. فالدال روي، وإما قبل المتأخر ملاصقًا له كقول عمرو بن كلثوم: ألا هبي بصحنك فاصبحينا. فالنون حرف الروي، أو قبل المتأخر بحرف كقول لبيد: عفت الديار محلها فمقامها. فالميم حرف الروي، وهذه المواضع المذكورة إنما هي في اللفظ لا في الخط، ولا يكون حرف الروي إذا كان بعده شيء إلا متحركًا؛ لأن المقيد لا شيء بعده، وأنشد بعضهم: شلت يدًا فارية فرتها. على أن التاء حرف روي، فرد ذلك العلماء بالعلة التي ذكرتها، وقالوا: إنما التزم التاء والراء قبلها اتساعًا، وإلا فالهاء هي الروي. وكل شعر فلا بد أن يكون: مطلقًا، أو مقيدًا، ثم لا بد أن يكون مردفًا أو مؤسسًا، أو معرى منهما مجردًا. فالمردف نوعان: تشترك الياء والواو في أحدهما، ثم قول علقمة الفحل: طحا بك قلب في الحسان طروب ... بعيد الشباب عصر حان مشيب فالياء في مشيب مقام الواو في طروب. وتنفرد الألف بالنوع الآخر نحو قول امرئ القيس:

1 / 159