ضوابط التكفير في ضوء السنة النبوية
الناشر
دار الحضارة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م
تصانيف
رابعا: عدم التأويل شرط ومانعه التأويل:
التأويل في اللغة: مادة (أول) في كل استعمالاتها اللغوية تفيد معنى الرجوع، والعود. (^١)
والتأويل اصطلاحا: للتأويل في اصطلاح العلماء ثلاثة معان:
الأول: أن يراد بالتأويل حقيقة ما يؤول إليه الكلام، وهذا هو المعنى الذي يراد بلفظ التأويل في الكتاب والسنة، كقوله تعالى: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ﴾ [الأعراف: ٥٣]، ومنه قول عائشة؟: (كان رسول الله ﷺ يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا ولك الحمد: اللهم اغفر لي، يتأول القرآن) (^٢).
الثاني: يراد بلفظ التأويل: (التفسير) وهو اصطلاح كثير من المفسرين.
الثالث: أن يراد بلفظ (التأويل): صرف اللفظ من المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقترن به (^٣)، وهذا التأويل الذي
_________
(^١) لسان العرب ١١/ ٣٢ - ٣٤ مادة (أ ول)
(^٢) رواه البخاري الأذان، باب التسبيح والدعاء في السجود (٢/ ٢٢٨) ٨١٧، ومسلم، الصلاة (٢/ ٥٠) ١١١٣.
(^٣) مجموع الفتاوي ٤/ ٦٨ - ٧٠، وينظر ٣/ ٥٤ - ٦٨، ٥/ ٢٨ - ٣٦، ١٣/ ٢٧٧ - ٣١٣، الصواعق المرسلة ١/ ١٧٥ - ٢٣٣، شرح الطحاوية ٢٣١ - ٢٣٦.
1 / 59