التربية الإبداعية في منظور التربية الإسلامية
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
العدد ١١٦،السنة ٣٤
سنة النشر
١٤٢٢هـ/٢٠٠٢م
تصانيف
حدود الإبداع
إن الإبداع هو الاختراع والابتكار، كما تم بيانه سابقًا، ولكن للإبداع شروطًا وحدودًا في التربية الإسلامية، بأن لا يتعارض مع المنهج الإسلامي، لا في كلياته ولا في جزئياته.
وثمة أمر مهمّ لا يجوز الابتداع فيه بأي حال من الأحوال، وبأي دعوة أو ادعاء، وهو الابتداع في الدين، لأن الله تعالى أكمل هذا الدين بنص كلام رب العالمين في القرآن الكريم، حيث قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا﴾ ١.
وقال ﷺ: "من أحدث في أمرنا هذا ماليس فيه فهو رد" ٢.وقال ﷺ: "وكل بدعة ضلالة" ٣.
فالإحداث في الدين بزيادة أو تعديل أو نقصان ابتداعًا مخالفًا للكتاب والسنة، وإجماع الأمة، كما أن تقديم الرأي على الشرع إفساد وهلكة، قال ابن قيم الجوزية: "وكل من له مسكة من عقل يعلم أن فساد العالم إنما ينشأ من تقديم الرأي على الوحي، والهوى على العقل، وما استحكم هذان الأصلان الفاسدان في قلب إلا استحكم هلاكه"٤.
فهكذا تحدد التربية الإسلامية الإطار الإبداعي، بحيث تجعله يسير في مسار صحيح، بعيدًا عن التخبط في متاهات طرق أهل الضلال والبدع.
_________
١ سورة المائدة: آية رقم ٣.
٢ أبو داود ٥/١٢.
٣ مسلم ٢/٥٩٢.
٤ ابن القيم الجوزية، إعلام الموقعين ١/٦٨.
1 / 431