تصويبات في فهم بعض الآيات

صلاح الخالدي ت. 1443 هجري
147

تصويبات في فهم بعض الآيات

الناشر

دار القلم

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م

مكان النشر

دمشق

تصانيف

﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾ قال تعالى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾. تقرر هاتان الآيتان حقيقةً أساسيةً من حقائق التصوّر الإسلامي الثابتة، وقاعدةً من قواعده الطردة، وأساسًا هامًا في مبدأ الثواب والعقاب. إن الثواب والعقاب على الأعمال التي يعملها الإنسان، فمن عمل خيرًا جُوزِي به ثوابًا، ومن عمل شرًا عرَّض نفسه للعقاب. وهذا المبدأ الرباني الثابت بشأن الثواب والعقاب، مظهرٌ من مظاهر عدل الله المطلق، الذي لا يظلم أحدًا، والذي يرتب النتيجة على المقدمة، ويجعل الجزاء من جنس العمل. واعمل ما شئت، كما تَدين تُدان. وهذا المبدأ من مظاهر علم الله الشامل لكل ما يعمله الإنسان، حيث لا يغيب عن الله شيء، وما يعمله الإنسان مثبّتٌ ومسجّلٌ ومحفوظٌ في سجل أعماله، ويوم القيامة يُحضَر هذا السجل للحساب، ويوضع في الميزان الحساس الدقيق الذي لا يلغي مثقال ذرة، ولا يضيعها.

1 / 150