تبريد حرارة المصيبة عند موت الأحباب وفقد ثمرات الأفئدة وفلذات الأكباد في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
الجنة» (١). قال الحافظ ابن حجر ﵀: «وهذا يدخل فيه الواحد فما فوقه وهو أصحّ ما ورد في ذلك، وقوله: «فاحتسب» أي صبر راضيًا بقضاء الله راجيًا فضله» (٢)، وذكر ابن حجر ﵀ أنه يدخل في ذلك حديث قرة بن إياس، وسيأتي في الحديث الآتي (٣).
وسيأتي أيضًا حديث أبي موسى الأشعري ﵁ الذي فيه قوله ﷺ: «ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة وسمّوه بيت الحمد»، فهو يدلّ على أن من مات له ولد واحد دخل الجنة (٤).
١٩ - من مات له ولد فاحتسبه وجده ينتظره عند باب الجنة، بفضل الله ﷿ ورحمته؛ لحديث قرّة بن إياس ﵁ أن رجلًا كان يأتي النبي ﷺ ومعه ابن له، فقال له النبي ﷺ: «أتحبه»؟ فقال: يا رسول الله أحبك الله كما أحبه، ففقده النبي ﷺ، فقال: «ما فعل ابن فلان»؟ قالوا: يا رسول الله مات، فقال النبي ﷺ لأبيه: «أما تحبّ أن لا تأتي بابًا من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك؟» فقال رجل: يا رسول الله: أله خاصة أو لكُلِّنا؟ فقال: «بل لِكُلِّكم»، ولفظ النسائي: «ما يسرّك أن لا تأتي بابًا من أبواب الجنة إلا وجدته عنده يسعى يفتح لك؟» (٥).
_________
(١) البخاري، كتاب الرقاق، باب العمل الذي يُبتغى به وجه الله، برقم ٦٤٢٤.
(٢) فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ٣/ ١١٩، ولابن حجر كلام يؤيد هذا في شرحه للحديث رقم ٦٤٢٤، في فتح الباري، ١١/ ٢٤٣.
(٣) فتح الباري، ١١/ ٢٤٣.
(٤) الترمذي، برقم ١٠٢١، وسيأتي.
(٥) النسائي، كتاب الجنائز، باب الأمر باحتساب الأجر، برقم ١٨٧١، رقم الباب ٢٢، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري، ١١/ ٢٤٣: «أخرجه أحمد، والنسائي، وسنده على شرط الصحيح، وقد صححه ابن حبان، والحاكم»، وصححه الألباني في صحيح النسائي، ٢/ ٤٠٤.
1 / 17