فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها
الناشر
المكتبة العصرية الذهبية للطباعة والنشر والتسويق
رقم الإصدار
الرابعة
سنة النشر
١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م
مكان النشر
جدة
تصانيف
٣- وقد أوصى الرسول ﷺ حذيفة عند ظهور الخلاف والتفرق في الدين بقوله: «تلزم جماعة المسلمين وإمامهم» قال حذيفة: قلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: «فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك» (١) .
٤- وعن معاوية بن أبي سفيان قال: قام فينا رسول الله ﷺ فقال: «ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة ... وهي الجماعة» (٢) .
وفي رواية عن أنس، عن النبي ﷺ قال: «إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة، وإن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة» (٣) .
ولا بد لنا من وقفة عند هذا الحديث الذي أضاف إلى التحذير من الافتراق الإخبار بهلاك تلك الفرق الضالة إلا واحدة منها، ثم حصر الفرق في العدد المذكور، ورغم كثرة الروايات المختلفة لحديث المذكور إلا أنه لم يخل عن الاختلاف في صحته، وسنقف هنا عند دراسته على الأمور التالية:
سند الحديث:
رُوي هذا الحديث بعدة أسانيد، إلا أن العلماء وقفوا بالنسبة لقبوله المواقف التالية:
_________
(١) متفق عليه البخاري جـ ١٣ صـ ٣٥ ومسلم جـ ٤ صـ ٥١٤.
(٢) أخرجه أبو داود في كتاب السنة ٢/٥٠٣، والترمذي ٥/٢٥، ٢٦، وابن ماجه ٢/ ١٣٢٢، وأحمد ٢/ ٣٢٢، ٣/ ١٢٠، ١٤٥.
(٣) أخرج نحوه أبو داود عن أبي هريرة (ج ٢ ص ٥٠٣) .
1 / 42