فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها
الناشر
المكتبة العصرية الذهبية للطباعة والنشر والتسويق
رقم الإصدار
الرابعة
سنة النشر
١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م
مكان النشر
جدة
تصانيف
السير فيه، وحينما تفرق المسلمون أحزابًا كل حزب بما لديهم فرحون، زعمت كل فرقة أنها هي الناجية، وما عداها هالك، حتى التبس الأمر على كثير من المسلمين فلم يهتد إلى الفرقة الناجية بسبب تلك المزاعم، ولا ينبغي أن نأبه لتلك المزاعم، بل نعرض كل ما نسمع على كتاب الله وسنة نبيه، فما وافقهما فهو الحق، وما خالفهما عرفنا أنه باطل وهذا هو الميزان الذي ينبغي أن نزن به كل قول ومعتقد مهما كان مصدره كما هو حال أهل السنة في عرضهم للأقوال والمعتقدات على كتاب الله وسنة رسوله، وهو توفيق من الله لهم، وهم الفرقة الناجية، وهم أهل الحق إلى أن تقوم القيامة.
المبحث الثاني: الأدلة من السنة النبوية:
ومن عناية الرسول ﷺ بالدعوة إلى اجتماع كلمة المسلمين وتحذيرهم عن التفرق أحاديث كثيرة منها على سبيل المثال:
١- ما رواه عبد الله بن مسعود ﵁ قال: خط لنا رسول الله ﷺ يومًا خطًا ثم قال: «هذه سبيل الله» ثم خط خطوطًا عن يمينه، وخطوطًا عن يساره ثم قال: «هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعوا إليه» ثم قرأ هذه الآية: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ (١) .
٢- وفي حديث العرباض بن سارية قوله ﷺ: «فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة» (٢) .
_________
(١) أخرجه الدارمي في مسنده ولا شك أن الحديث ينطبق تمامًا على الفرق الخارجة عن الحق، فإن علي رأس كل طائفة شياطين يدعون الناس إلي مسالكهم، والسير في سبيلهم.
(٢) أخرجه الترمذي جـ ٤صـ ٢٠٩ وأبو داود جـ ٢ صـ ٥٠٦ واللفظ له.
1 / 41