الاتصال والانقطاع
الناشر
مكتبة الرشد
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
المتصل فكثير جدًا لا يحتاج إلى التمثيل له.
ومثل ذلك يقال في عبارة: (حدث عن فلان)، و(حدث عنه فلان)، قد يطلقونهما ويريدون بهما التحديث عنه بواسطة، من ذلك قول أحمد في خالد الحذاء: "حدث عن الشعبي، وما أراه سمع منه" (^١).
وسئل ابن المديني عن القاسم بن عبدالرحمن هل لقي ابن عمر؟ فقال: "كان يحدث عن ابن عمر بحديثين، ولم يسمع من ابن عمر شيئًا" (^٢).
وقال أبوداود: "سمعت أحمد يحدث عن رباح بن أبي معروف" (^٣)، وهو لم يدرك رباحًا، فالمراد التحديث بالواسطة.
وقال أيضًا: "وسمعت أحمد يحدث عن المثنى بن الصباح" (^٤)، وهذا مثل سابقه.
وقال أبو داود: "حدث قتادة عن ثلاثين رجلًا لم يسمع منهم " (^٥).
وحينئذٍ فجعل صنيع المزي موافقًا لما عليه الأئمة، وأنه يريد مجرد الرواية، وقد تكون متصلة أو منقطعة - أولى، ما لم يقم دليل قوي على نقيض هذا.
ومما يدل أيضًا على أن المزي يقصد مجرد الرواية أنه يعقب ذكر بعضهم بقوله: «لم يدركه» أو «مرسلًا»، أو «يقال: مرسل»، ونحو ذلك.
_________
(^١). "المراسيل" ص ٥٤، وانظر أيضًا: ص ٧٨ فقرة (٢٨١)، ص ٢٣١ فقرة (٨٦٣).
(^٢). "العلل" ص ٦٧، و"المراسيل" ص ١٧٥.
(^٣). "سؤالات أبي داود" ص ٢٣٢.
(^٤). "سؤالات أبي داود" ص ٢٣٨، وانظر أيضًا: ص ٣١٦ فقرة (٤٢٦).
(^٥). "سؤالات الآجري لأبي داود" ٢: ١٣٨.
1 / 56