31

جزء فيه شروط عمر بن الخطاب على النصارى، وحديث واصل الدمشقي ومناظرته لهم

الناشر

دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

قَالَ بَشِير: نعم. قَالَ الشَّيخُ: فبرضىً كانَ مِنْهُ أَمْ بِسَخَطٍ؟ قَالَ بَشِير: هذه أُخْتُ تِلْكَ! ماذا تُرِيدُ أَنْ تَقُولَ؟ إِنْ قُلْتُ: برضىً مِنْهُ، قُلْتَ: ما نَقِمْتُم؟ أُعطوا ما سأَلوا وأرادوا؟ وإِنْ قلْتُ: بِسَخَطٍ، قُلْتَ: فَلِمَ تَعبُدونَ ما لاَ يَمْنَعُ نَفْسَهُ؟ ثُمَّ قَالَ: الشيخُ لبشير: نَشَدْتُكَ بالله! هَلْ كَانَ عِيسَى يَأْكُلُ الطَّعَامَ ويَشْرَبُ ويَصُومُ ويُصَلِّي ويبولُ وَيَتَغَوَّطُ وَيَنَامُ ويَسْتَيْقِظُ ويَفْرَحُ ويحزنٌ؟ قَالَ: نعم. قَالَ الشَّيخُ: نَشَدْتُكَ باللهِ! لِمَنْ كَانَ يصومُ ويُصَلِّي؟ قَالَ: للهِ ﷿؛ ثُمَّ قَالَ بَشِيرٌ: والضَّارِّ النَافعِ، ما ينبغي لمثلكَ أن يعيشَ في النصرانية! أُرَاكَ رَجُلًا قد تَعَلَّمْتَ الكلامَ، وأنا رَجُلٌ صاحبُ سَيْفٍ، ولكن غدًا آتيكَ بمن يُخْزِيكَ اللهُ عَلَى يَدَيْهِ! ثُمَّ أَمَرَهُ بالانْصِرَافِ. فَلَمَّا كَانَ مِن غَدٍ، بَعَثَ بَشِيرٌ إلى الشَّيْخِ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ إذا عِنْدَهُ قِسٌّ عَظِيمُ اللحيةِ. قَالَ لَهُ بَشِيرٌ: إِنَّ هذا رَجُلٌ مِنَ العَرَبِ لَهُ عِلْمٌ وعَقْلٌ وَأَصْلٌ في العرب، وقد أحبَّ الدخولَ في ديننا؛ فَكَلِّمْهُ حَتَّى تُنَصِّرَهُ؛ فَسَجَدَ القِسُّ لِبَشِيرٍ وقَالَ: قَدِيمًا أتيتَ إلى الخيرِ وهذا أَفْضَلُ مِمَّا أَتَيْتَ إليّ.

1 / 32