جزء فيه شروط عمر بن الخطاب على النصارى، وحديث واصل الدمشقي ومناظرته لهم
الناشر
دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام (٢٣)
جزء فيه شروط أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ﵁ على النصارى
وفيه حديث واصل الدمشقي ومناظرته لهم ﵁
رواية أبي عمرو عثمان بن أحمد السماك (ت ٣٤٤ هـ)
اعتنى به
نظام محمد صالح يعقوبي
ساهم بطبعه بعض أهل الخير من الحرمين الشريفين ومحبيهم
دار البشائر الإسلامية
صفحة غير معروفة
جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الأولى
١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م
دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع
هاتف: ٧٠٢٨٥٧ - فاكس: ٧٠٤٩٦٣/ ٠٠٩٦١١
بيروت - لبنان ص ب: ٥٩٥٥/ ١٤
e-mail: bashaer@cyberia.net.lb
1 / 2
مقدّمة المعتني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدًا كثيرًا كما أَمَر، والصَّلاة والسَّلام على سيد الأنبياء والبشر، سيِّدنا محمَّد، وعلى آله وأصحابه، ومَن على دربهم سار واقتفى الأثر.
أمَّا بعد:
فهذا جزء حديثي نفيس من مرويات الإِمام المحدِّث أبي عمرو ابن السَمَّاك رحمه الله تعالى، أتشرَّف بتقديمه في سلسلة رسائل مجالس العشر الأواخر من رمضان التي نعقدها في المسجد الحرام.
أسأل الله تعالى أن ينفع به وبسائر الرسائل في هذه السلسلة الميمونة المباركة، وأن تحظى بقَبول أساتذتي ومشايخي وإخواني طلبة العلم، ملتمسًا منهم سَدَّ الخلل، وتقويم الزَّلل، مع الستر والمعذرة، والعفو عند المقدرة، والدعاء للفقير إلى الله في هذه الليالي المباركة العشرة.
1 / 3
والله الموفِّق وهو الهادي إلى سواء السَّبيل.
وصلى الله على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم.
قاله وكتبه
خويدم العلم والعلماء بالبحرين
نظام محمد صالح يعقوبي
1 / 4
ترجمة صاحب الجزء
اسمه ونسبه:
هو الشَّيخُ الإِمام المحدِّثُ المُكْثِرُ الصَّادِقُ، مُسْنِدُ العراق، أبو عَمرو عثمانُ بنُ أحمدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْن يَزِيد البغداديُّ، الدَّقاقُ، ابنُ السَّمَّاك.
شيوخه:
قال الإمام الذهبيُّ في "سِيَر أعلام النُّبلاء" (١):
سَمِع باعتناء والده من أبي جعفر محمَّد بن عُبيد اللهِ بن المنادي، وأحمد بن عبد الجبَّار العطاردي، وحَنْبَل بن إسحاق، والحسين بن محمد بن أبي مَعْشر، ومحمد بن الحسين الحُنَيْني، وعبد الرحمن بن محمَّد بن منصور الحارثي كُرْبُزَان، ويحيى بن أبي طالب، والحسن بن مُكْرم، وخلقٍ كثير (٢).
_________
(١) ١٥/ ٤٤٤.
(٢) انظر بعضهم في: "تاريخ بغداد"، ١١/ ٣٠٢.
1 / 5
بعض مَن حَدَّثَ عَنْه:
حَدَّثَ عنهُ أَئِمَّةٌ أَجِلَّاء، وحفَّاظ نُبَلاء، منهم:
١ - الإِمام الدَّارقطني.
٢ - ابنُ شاهين.
٣ - الحافظ ابنُ مَنْده.
٤ - الحافظ الحاكم النّيسابوري.
٥ - أبو الحسين بن بِشْران.
٦ - أبو علي بن شاذان.
وغيرهم (١).
ثناء العلماء عليه:
• قال الإِمام الدارقطني: شيخنا أبو عمرو، كَتَبَ عن العُطارديّ ومَنْ بعده، وكتب المصنَّفات الطِّوال بخطّه، وكان من الثقات.
• وقال الحافظ الخطيب البغدادي: كان ابنُ السَّمَّاكِ ثقةً ثَبْتًا يسكن درب الضفادع.
كثرة جمعه وكتابته ونَسْخه:
• قال فيه الدارقطني: ... أكثر الكتاب، وكتب الكتب الطوال والمصنَّفات بخطّه.
• وقال أبو عبد الله ابنُ بكير: سمعتُ أبا عَمرو ابنَ السَّمَّاك يقول:
_________
(١) راجع: "سِيَر أعلام النُّبلاء"، ١٥/ ٤٤٥؛ و"تاريخ بغداد"، ١١/ ٣٠٢.
1 / 6
"ما استكبتُ شيئًا قطُّ غير جزء واحد".
• قال الأزهري: وكان كل ما عنده بخطّه (١).
• وقال الإِمام الذهبي: جمع فأوعى، وكتب العالي والنازل، والسَّمينَ والهزيل (٢).
وفاته:
تُوُفِّي رحمه الله تعالى يوم الجمعة عصرًا لأربع بقين من ربيع الأول سنة ٣٤٤ هـ، وأُخْرِج يوم السبت ودُفِن في مقابر باب الدير، وصَلَّى عليه ابنه محمد، وحُزر مَن حَضَر جنازته بخمسين ألف إنسان (٣).
رَحِمَهُ الله تعالى رحمةً واسعة.
آثاره:
١ - الدِّيباج (مخطوط) [لم أعرفه].
٢ - الأمالي (مخطوط) [ذكرها الحافظ ابن حجر في "المجمع المؤسس"، ١/ ٢٧٢؛ وهو في الظاهرية، مجموع (٨٩)].
٣ - وفيات الشيوخ (مخطوط) [وهو في الظاهرية ضمن مجموع (١٠٦)].
_________
(١) "تاريخ بغداد"، ١١/ ٣٠٣.
(٢) "سِيَر أعلام النُّبلاء"، ١٥/ ٤٤٥.
(٣) "تاريخ بغداد"، ١١/ ٣٠٣؛ و"المنتظم"، لابن الجوزي، ١٤/ ٩٩، (ط. دار الكتب العلمية".
1 / 7
• الثلاثة ذكرها الزركلي في "الأعلام" (١) وقال: أجزاء منها في الظاهرية.
٤ - هذا الجزء (سيأتي وصفه).
٥ - حديثه (ذكره الحافظ ابن حجر في "المجمع المؤسس" (٢)، وقال محقّقه الدكتور يوسف المرعشلي: إنَّ الحافظ ﵀ ذكره في "المعجم المفهرس" باسم: "فوائد ابن السماك". وذكر الدكتور المرعشلي بعض أجزائه في الظاهرية).
٦ - جزء فيه "الأسماء الحُسنى ومواضعها من الكتاب العزيز" (٣).
٧ - الفرائض المستخرجة من حديث سفيان بن سعيد الثوري، ويُعرف بـ "الثاني عشر من حديث ابن السَّمَّاك" (٤) في بعض النسخ.
_________
(١) ٤/ ٢٠٢ (ط ٥، سنة ١٩٨٠ م).
(٢) "المجمع المؤسس"، ١/ ١٤١ - ١٤٢، ١٥٦، ٢٨٣، ٥٢١، و٢/ ١٥٥، ٢٣٩، ٢٥٣، ٢٨١، ٣٣٢، ٣٣٨، ٣٥٦ - ٣٥٧، ٣٧٧، ٤٠٥.
وانظر أيضًا: "المعجم المفهرس"، للحافظ ابن حجر (ط. محمَّد شكور امرير، مؤسسة الرسالة)، (برقم ٤٦٥)، ٢٧٢ (برقم ١١٣٤)، ٣٠٠ - ٣٠١ (١٢٧٥).
(٣) "المجمع المؤسس"، ٢/ ١٤٢ (برقم ٦٧٥)؛ و"المعجم المفهرس"، ١٠٤ (برقم ٣٤٣).
(٤) "المجمع المؤسس"، ٢/ ٣٩٥ (برقم ١٠٤٥)؛ و"المعجم المفهرس"، ٧١ (برقم ١٦٩).
1 / 8
٨ - أصول السُّنَّة (١).
٩ - جزء فيه حديث منكر ونكير، وحديث زريب وصي عيسى ﵇، وغير ذلك.
[في الظاهرية ضمن مجموع (٨٦)] (٢).
* * *
_________
(١) "المعجم المفهرس"، ٥٦ (برقم ٧٣)، ط مؤسسة الرسالة.
(٢) راجع فهرس الحديث للعلَّامة الألباني ﵀، ص ٨٤ - ٨٥، ١٥٥.
1 / 9
وصف النسخة
وقعت على هذا الجزء ضمن مجموع برقم (٩٥١. OR)، أي المخطوطات الشرقية برقم ٩٥١ في مكتبة جامعة ليدن بهولندا. ويقع الجزء ضمن المجموع في الأوراق (٢١ p -٢٥ p)، وهو ثاني كتاب ضمن المجموع.
ولم يرد في النسخة تاريخ ولا اسم الناسخ.
وعلى النسخة تملُّك على طرَّتها، هذا نصُّه:
(مِن نعم الفتَّاح، على عليٍّ الملّاح؛ سامحه المولى الأجلّ، إذا قضى منه الأجل. آمين).
• وقد ذكر هذا الجزء فورهوف (voorhoeve) في فهرسة لمخطوطات جامعة ليدن (١)، (ص ١٠٤).
* * *
_________
(١) انظر: handlist of arabic manuscripts in the library of the university of leiden. (١٩٨٠).p.١٠٤.
1 / 10
موضوع الجزء
اقتصر الجزء على إسناد رواية عبد الرحمن بن غَنْم للشروط العمرية ورواية واصل الدمشقي وقصة أَسْره ومناظرته للنَّصارى، كما جاء في عنوان النسخة المخطوطة:
(جزء فيه شروط أمير المؤمنين عمر بن الحطَّاب ﵁ على النصارى، وفيه حديث واصل الدمشقي ومناظرته لهم).
ولم يرد فيه غير هاتين الروايتين:
(١) أما الشروط العمرية (وتُعرف أيضًا بالعهد العمري):
فهي مشهورة جدًّا، حتى قال الحافظ ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى عنها: (وشهرة هذه الشروط تغني عن إسنادها، فإنَّ الأئمة تلقّوها بالقَبول، وذكروها في كتبهم واحتجَّوا بها، ولم يزل ذكر الشروط العمرية على ألسنتهم وفي كتبهم، وقد أنفذها بعده الخلفاء، وعملوا بموجبها) (١).
_________
(١) "أحكام أهل الذمة"، ٣/ ١١٦٤ - ١١٦٥ (طبعة يوسف البكر وشاكر العاروري).=
1 / 11
وقد شرحها الحافظ ابن القيم في القسم الأخير من كتابه "أحكام أهل الذمَّة" شرحًا وافيًا مفصَّلًا، فكفّى ووفَّى جزاه الله خيرًا ورحمه رحمةً واسعةً.
• أقول: ولأبي محمَّد عبد الله بن أحمد بن زبر القاضي جزء في طرق رواياتها، وهو مطبوع بعنوان: "جزء فيه شروط النصارى".
قام بنشره وتحقيقه المستشرق الأمريكي اليهودي مارك كوهين (Mark Cohen) من جامعة برنستون بأمريكا، نشر الجزء مع دراسة قيِّمة باللغة الإِنجليزيَّة -ولا تخلو من مآخذ! - في مجلَّة القدس للدِّراسات العربية والإِسلامية (Juresalem Studies in Arabik and Islam)، في المجلَّد (٢٣) لسنة ١٩٩٩ (ص ١٠٠ - ١٥٧)، واعتمد في نشرته على مخطوطة دار الكتب المصرية (تاريخ تيمور رقم ٢٢٥٢)، أو (حديث ٢٢١٩) (١)، ورقم المايكروفلم ٤٨٦٠٨، وحلَّل الشروط تحليلًا أدبيًّا ولغويًّا، فراجعه هناك.
(٢) قصة واصل الدمشقي:
وأمَّا الرواية الثانية في جزئنا هذا فهي عن واصل الدِّمشقي، وقصَّة أسره، ومناظرته مع النَّصارى.
_________
= أقول: وليس هذا موضع التفصيل في أسانيد هذه الشروط وذكر من صحَّحها وضعَّفها، ويكفي ما ذكره الحافظ ابن القيِّم من تلقِّي الأمَّة لها بالقَبول؛ ولكن راجع: "تاريخ دمشق"، ٢/ ١١٩ - ١٢٧، (ط دار إحياء التراث العربي)، للوقوف على بعض رواياتها، وكذلك: جزء القاضي ابن زبر الآتي ذكره.
(١) تمَّ فهرسة المخطوط تحت فنَّي التاريخ والحديث في دار الكتب المصرية لصلة الكتاب بالفنَّين كما لا يخفى!
1 / 12
وقد ذكر واصلًا هذا الحافظُ أبو القاسم، ابنُ عساكر، في "تاريخ دمشق" (١)، وقال في شأنه:
رجل من أهل دمشق، حكيت له مناظرة مع الروم، إن لم يكن الذي تقدَّم -أي المذكور قبله برقم (٨١٠٩)، وهو واصل بن عبد الله السلام- فهو غيره.
ولم يذكر فيه -ولا في الذي قبله- شيئًا يُعرف به، فالله أعلم به وبحاله؛ ولكن القصة ظريفة طريفة يمكن أن تضاف إلى أدب المناظرات مع النصارى كقصة مناظرة القاضي الإِمام أبي بكر الباقلاني المشهورة معهم!
• وقد ساق الحافظ ابن عساكر القصَّة بطولها بسنده إلى ابن السَّمَّاك، فقال: أنبأنا أبو محمَّد بن الأكفاني، وعبد الكريم بن حمزة، وأبو الحسن علي بن بركات الخشوعي، قالوا: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: أنا ابن رزقويه، أنا أبو عمرو بن السَّمَّاك، به.
وهذا دليل على وقوفه على هذا الجزء وروايته له.
* * *
_________
(١) ٦٥/ ٢٨٦ - ٢٩٠ برقم (٨١١٠)، (ط. دار إحياء التراث العربي).
1 / 13
سند الجزء
• روى هذا الجزء عن ابن السَّمَّاك:
(١) علي بن محمَّد بن بشران:
وهو الشيخ العالم المعدِّل، المُسْنِدُ، أبو الحسين علي بن محمَّد بن عبد الله بن بِشْران، الأُمَوِيُّ البغداديُّ.
وُلِد سنة ٣٢٨ هـ، وتُوفِّي سنة ٤١٥ هـ.
ترجمته في "سِيَر أعلام النبلاء"، للحافظ الذهبي (١).
وقال فيها: روى شيئًا كثيرًا على سدادٍ وصدقٌ وصحَّة رواية. كان عدلًا وقورًا.
• ورواه عنه:
(٢) أبو علي الحسن بن غالب بن علي الحربي:
ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد" (٢) وقال: يعرف بابن المبارك.
_________
(١) ١٧/ ٣١١ - ٣١٣ (١٨٩).
(٢) ٧/ ٤٠٠ (٣٩٤).
1 / 14
قال الخطيب ﵀: كتبنا عنه وكان له سمت وهيبة، وظاهر وصلاح (١). وكا يقريء القرآن، فأقرأ بحروف خرق بها الإجماع، وادعى فيها رواية عن بعض الأئمة المتقدِّمين، وجعل لها أسانيد باطلة مستحيلة، فأنكر أهل العلم عليه ذلك إلى أن اسْتُتِيبَ منها ...
وقال أيضًا: وادَّعى ابنُ غالب أشياء غير ما ذكرناه تبيَّن فيها كذبه وظهر فيها اختلاقُه.
قال الخطيب ﵀: سألت ابنَ غالبٍ عن مولده؟ فقال: في آخر سنة ست وستين وثلاثمائة. ومات في ليلة السبت العاشر من شهر رمضان سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، ودُفِن صبيحة تلك الليلة عند قبر إبراهيم الحربي.
• ورواه عنه:
(٣) أبو بكر محمَّد بن عبد الباقي بن محمَّد البزاز البغدادي، وهو المعروف بقاضي المَرَسْتان، الحنبليُّ:
قال فيه الذهبي: الشيخ الإِمام العالمُ المُتَفَنِّنُ، الفَرَضيُّ العدلُ، مُسْنِدُ العَصْرِ.
وُلِدَ سنة ٤٤٢ هـ، وتُوُفِّي سنة ٥٣٥ هـ.
وترجمته في "سِيَر أعلام النُّبلاء" (٢) حافلة تدل على جلالة قدر، وغزارة علم، رحمه الله تعالى.
_________
(١) كذا.
(٢) ٢٠/ ٢٣ - ٢٨.
1 / 15
ومن طريف ما ورد في ترجمته أنَّه وقع في أَسْرِ الروم -أثناء سفر له- وبقي سنةً ونصفًا، وقيَّدوه وغلُّوه، وأرادوهُ على كلمةِ الكُفْرِ، فأبى، وَتَعَلَّمَ منهم الخطَّ الرُّوميَّ.
وقال السمعاني: وقال لي: أَسَرَتنِي الرُّومُ، وكانوا يقولون لي: قل: المسيحُ ابنُ الله؛ حتَّى نَفْعَلَ ونَصْنَعَ في حَقِّكَ!. فما قُلْتُ!. وَتَعَلَّمْتُ الخَطَّ الرُّوميّ. ذكر ذلك كُلَّهُ الإِمامُ الذهبيُّ ﵀ في "سِيَر أعلام النُّبلاء".
أقول: ولعلَّ هذا الأَسْر الرُّوميّ كان دافعًا له إلى رواية قصة واصلٍ الأسير الدمشقي عند الروم، والله أعلم!
• ورواه عنه:
(٤) الإِمام الشَّيخ أبو حفص عمر بن محمَّد بن مُعَمَّر بن طَبَرْزذ: والطَّبَرْزذ بذال معجمة: هو السُّكر.
وهو الشيخ المسند الكبير الرحلةُ، مسند أهل زمانه، وقد تُكُلِّم فيه بكلام لم يثبت أكثره في حقّه، كما هو الظاهر من ترجمة الإِمام الذهبي له في "سِيَر أعلام النُّبلاء" (١)، وأكثر ما قيل فيه يمكن الردّ عليه والذبّ عنه.
قال الإِمام الذهبي في آخر ترجمته: وتُوُفِّي أبو حفص بن طَبَرْزَذ في تاسع رجب سنة سبع وست مئة (٢)، ودُفِن بباب حرب،
_________
(١) ٢١/ ٥٠٧ (٢٦٦).
(٢) ومولده في ذي الحجَّة سنة ٥١٦ هـ.
1 / 16
والله يسامحه، فمع ما أبدينا من ضعفه قد تكاثر عليه الطلبة، وانتشر حديثُه في الآفاق وفرح الحُفَّاظُ بعواليه، ثمَّ في الزَّمن الثاني تزاحموا على أصحابه، وحملوا عنه الكثير، وأحسنوا به الظن، والله الموعد، ووثَّقه ابن نقطة. اهـ.
* * *
1 / 17
صورة صفحة الغلاف
1 / 18
صورة الورقة الأولى من المخطوطة
1 / 19
صورة الورقة الأخيرة من المخطوطة
1 / 20