شروط الدعاء وموانع الإجابة في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
١٤ - البكاء في الدعاء من خشية اللَّه تعالى:
عن عبد اللَّه بن عمرو ﵁ أن النبي ﷺ تلا قول اللَّه ﷿ في إبراهيم: ﴿رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي﴾ (١)، وقول عيسى: ﴿إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (٢)، فرفع يديه وقال: «اللَّهم أمتي أمتي، وبكى»، فقال اللَّه ﷿: «يا جبريل، اذهب إلى محمد – وربك أعلم – فسله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل ﵊ فسأله، فأخبره رسول اللَّه ﷺ بما قال. وهو أعلم، فقال اللَّه: يا جبريل، اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك، ولا نسوؤك» (٣).
١٥ - إظهار الافتقار إلى اللَّه تعالى، والشكوى إليه:
قال اللَّه تعالى: ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ (٤).
ومن ذلك دعاء زكريا: ﴿رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ﴾ (٥).
ودعاء إبراهيم ﵊: ﴿رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن
_________
(١) سورة إبراهيم، الآية: ٣٦.
(٢) سورة المائدة، الآية: ١١٨.
(٣) مسلم، ١/ ١٩١، كتاب الإيمان باب دعاء النبي ﷺ لأمته وبكائه شفقة عليهم، برقم ٢٠٢.
(٤) سورة الأنبياء، الآية: ٨٣.
(٥) سورة الأنبياء، الآية: ٨٩.
1 / 49