شروط الدعاء وموانع الإجابة في ضوء الكتاب والسنة

سعيد بن وهف القحطاني ت. 1440 هجري
47

شروط الدعاء وموانع الإجابة في ضوء الكتاب والسنة

الناشر

مطبعة سفير

مكان النشر

الرياض

تصانيف

اللَّه أصحابه. قال أبو موسى: وبعثني مع أبي عامر فرُمِيَ أبو عامر في ركبته، رماه جشميٌّ بسهم فأثبته في ركبته، فانتهيت إليه، فقلت: يا عم من رماك؟ فأشار إلى أبي موسى فقال: ذاك قاتلي الذي رماني، فقصدت له فلحقته، فلما رآني ولَّى، فاتبعته وجعلت أقول له: ألا تستحي ألا تثبت فكف، فاختلفنا ضربتين بالسيف فقتلته، ثم قلت لأبي عامر: قتل اللَّه صاحبك، قال: فانزع هذا السهم، فنزعته فنزا منه الماء فقال: يا ابن أخي! انطلِقْ إلى رسول اللَّه ﷺ فأقرئهُ منِّي السلام، وقل له: يقول لك أبو عامر: استغفر لي. قال: واستعملني أبو عامر على الناس، فمكث يسيرًا ثم مات، فرجعت فدخلت على النبي ﷺ في بيته على سرير مُرْمَلٍ، وعليه فراش قد أثر رمال السرير في ظهره وجنبه، فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر، وقلت له: قال: قل له: استغفر لي، فدعا رسول اللَّه ﷺ بماءٍ فتوضأ منه، ثم رفع يديه فقال: «اللَّهم اغفر لعبيد أبي عامر»، ورأيت بياض إبطيه، ثم قال: «اللَّهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك، أو من الناس»، فقلت: ولي يا رسول اللَّه، فاستغفر، فقال: «اللَّهم اغفر لعبد اللَّه ابن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مُدْخَلًا كريمًا» (١).

(١) أخرجه البخاري، ٥/ ١٠١، برقم ٤٣٢٣، ومسلم ٤/ ١٩٤٣، برقم ٢٤٦٨، وانظر: الفتح، ٨/ ٤٢، فهناك فوائد.

1 / 48