شروط الدعاء وموانع الإجابة في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
اللَّه أصحابه. قال أبو موسى: وبعثني مع أبي عامر فرُمِيَ أبو عامر في ركبته، رماه جشميٌّ بسهم فأثبته في ركبته، فانتهيت إليه، فقلت:
يا عم من رماك؟ فأشار إلى أبي موسى فقال: ذاك قاتلي الذي رماني، فقصدت له فلحقته، فلما رآني ولَّى، فاتبعته وجعلت أقول له: ألا تستحي ألا تثبت فكف، فاختلفنا ضربتين بالسيف فقتلته، ثم قلت لأبي عامر: قتل اللَّه صاحبك، قال: فانزع هذا السهم، فنزعته فنزا منه الماء فقال: يا ابن أخي! انطلِقْ إلى رسول اللَّه ﷺ فأقرئهُ منِّي السلام، وقل له: يقول لك أبو عامر: استغفر لي. قال: واستعملني أبو عامر على الناس، فمكث يسيرًا ثم مات، فرجعت فدخلت على النبي ﷺ في بيته على سرير مُرْمَلٍ، وعليه فراش قد أثر رمال السرير في ظهره وجنبه، فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر، وقلت له: قال: قل له: استغفر لي، فدعا رسول اللَّه ﷺ بماءٍ فتوضأ منه، ثم رفع يديه فقال: «اللَّهم اغفر لعبيد أبي عامر»، ورأيت بياض إبطيه، ثم قال: «اللَّهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك، أو من الناس»، فقلت: ولي يا رسول اللَّه، فاستغفر، فقال: «اللَّهم اغفر لعبد اللَّه ابن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مُدْخَلًا كريمًا» (١).
_________
(١) أخرجه البخاري، ٥/ ١٠١، برقم ٤٣٢٣، ومسلم ٤/ ١٩٤٣، برقم ٢٤٦٨، وانظر: الفتح، ٨/ ٤٢، فهناك فوائد.
1 / 48