شروط الدعاء وموانع الإجابة في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
٢ - الدعاء في الرخاء والشدة:
عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «منْ سَرَّهُ أنْ يستَجيبَ اللَّه لهُ عِندَ الشَّدائدِ والكُرَبِ فلْيُكثِر الدُّعاءَ في الرَّخاءِ» (١).
والمعنى: من أحب أن يستجيب اللَّه له عند الشدائد، وهي الحادثة الشاقة، والكُرَب: وهي الغم الذي يأخذ النفس، فليكثر الدعاء في حالة الصحة والفراغ والعافية؛ لأن من شيمة المؤمن أن يلجأ إلى اللَّه تعالى، ويكون دائم الصلة به، ويلتجئ إليه قبل الاضطرار (٢)، قال اللَّه تعالى في يونس ﵊ حينما دعاه فأنجاه، واستجاب له: ﴿فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ (٣).
٣ - لا يدعو على أهله، أو ماله، أو ولده، أو نفسه:
عن جابر ﵁ في الرجل الذي لعن بعيره، فقال رسول اللَّه ﷺ: «من هذا اللاعِنُ بعيرَهُ»؟ قال: أنا يا رسول اللَّه! قال: «انزل عنهُ، فلا تصحبنا بملعونٍ، لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقُوا من اللَّه ساعةً يُسألُ فيها عطاء
_________
(١) أخرجه الترمذي، ٥/ ٤٦٢، برقم ٣٣٨٢، والحاكم، ١/ ٥٤٤، وصححه ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي، ٣/ ١٤٠، وانظر: الأحاديث الصحيحة، برقم ٥٩٣.
(٢) انظر: تحفة الأحوذي، ٩/ ٣٢٤.
(٣) سورة الصافات، الآيتان: ١٤٣ - ١٤٤.
1 / 36