مختصر منسك شيخ الإسلام ابن تيمية

حسين بن محمد آل الشيخ ت. غير معلوم
43

مختصر منسك شيخ الإسلام ابن تيمية

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤٢٤هـ

تصانيف

الفصل الخامس عشر/ في حق الله ﵎: والله هو المعبود المسؤل المستعان به الذي يخاف ويرجى ويتوكل عليه قال تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخشَ اللهَ وَيَتَّقهِ فَأُوْلَئَكَ هُمُ الفائزون﴾ [النور /٥٢] فجعل الطاعة لله والرسول كما قال تعالى: ﴿مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَد أَطَاعَ اللهَ﴾ [النساء/ ٨٠] وجعل الخشية والتقوى لله وحده لاشريك له فقال تعالى: ﴿وَلَو أَنَّهُم رَضُواْ ما أتاهم اللهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسبُنَا اللهُ سَيُؤتِينَا اللهُ مِن فَضلِهِ وَرَسُولُهُ إنا إلى اللهِ رَاغِبُونَ﴾ [التوبة /٥٩] فأضاف الإيتاء إلى الله والرسول كما قال تعالى: ﴿وَمَآ ءاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنهُ فَانتَهُواْ﴾ [الحشر/ ٧] فليس لأحد أن يأخذ إلا ما أباحه الله والرسول وإن كان الله آتاه ذلك من جهة القدرة والملك فانه يؤتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ولهذا كان ﷺ يقول في الاعتدال من الركوع وبعد السلام: (اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطى لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد) [(١)] أي من آتيته جدًا وهو البخت والمال والملك فانه لا ينجيه منك إلا الإيمان والتقوى وأما التوكل فعلى الله وحده والرغبة فإليه وحده كما قال تعالى: ﴿وَقَالُواْ حَسبُنَا اللهُ وَنِعمَ الوَكِيلُ﴾ [آل عمران / ١٧٣] وقالوا: ﴿إنا إلى رَبِنَا رَاغِبُونَ﴾ [القلم/٣٢] ولم يقولوا هنا ورسوله كما قال في الإيتاء وقد قال تعالى: ﴿يا أيُّهَا النبي حَسبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤمِنِيَن﴾ [الأنفال /٦٤] أي الله وحده حسبك وحسب المؤمنين الذين اتبعوك ومن قال: إن المعنى الله والمؤمنون حسبك فقد ضل بل قوله من جنس الكُفْر فان الله وحده هو حسب كل

(١) -في الاعتدال بعد الركوع رواه مسلم (٤٧١) وبعد السلام. أخرجاه البخاري في الآذان باب الذكر بعد الصلاة (٨٤٤) ومسلم في الصلاة باب اعتدال أركان الصلاة (٥٩٣) ورواه أصحاب السنن.

1 / 43