مختصر منسك شيخ الإسلام ابن تيمية

حسين بن محمد آل الشيخ ت. غير معلوم
44

مختصر منسك شيخ الإسلام ابن تيمية

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤٢٤هـ

تصانيف

مؤمن به. والحسب الكافي كما قال تعالى: ﴿أَلَيسَ اللهُ بِكَافٍ عَبدَهُ﴾ [الزمر/٣٦] ولله تعالى حق لا يشركه فيه مخلوق وذلك أن الدين مبنى على أصلين:أن لا يعبد إلا الله وحده لاشريك له،ولا يعبد إلا بما شرع لا نعبده بالبدع كما قال تعالى: ﴿فَمَن كَانَ يَرجُواْ لِقَآءَ رَبِهِ فَليَعمَل عَمَلًا صَالِحًا وَلاَ يُشرِك بِعِبَادَةِ رَبِهِ أَحَدَا﴾ [الكهف/١١٠] ولهذا كان عمر بن الخطاب ﵁ يقول في دعائه: (اللهم اجعل عملي كله صالحًا واجعله لوجهك خالصًا ولا تجعل فيه لأحد شيئًا) وقال الفضيل بن عياض في قوله تعالى ﴿لِيَبلُوَكُم أَيُكُم أَحسَنُ عَمَلًا﴾ المُلكِ/٢] ..إن العمل لم يقبل حتى يكون خالصًا صوابًا،والخالص أن يكون لله والصواب، أن يكون على السنة وقد قال الله تعالى: ﴿أَم لَهُم شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُم مِنَ الدِينِ مَا لَم يَأذَن بِهِ اللهُ) الشورى/٢١] والمقصود بجميع العبادات أن يكون الدين كله لله وحده،فله الدين خالصًا: ﴿وَلَهُ أَسلَمَ مَن في السَماوَاتِ وَالأرضِ طَوعًا وَكَرهًا﴾ آل عمران/٨٣] وقال تعالى: ﴿تَنزِيلُ الكِتَابِ منَ الله العَزِيزِ الحَكِيمِ إِنَّا أَنزَلنَا إِلَيكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ فَاعبُدِ اللهَ مُخلِصًا لَهُ الدِينَ أَلاَ للهِ الدِينُ الخَالِصُ﴾ الزمر/١ـ٣] إلى قوله تعالى ﴿قُلِ اللهَ أَعبُدُ مُخلِصًا لَّهُ ديني﴾ الزمر/١٤] إلى قوله ﴿قُل أَفَغَيرَ اللهِ تأمروني أَعبُدُ أَيُّهَا الجَاهلُونَ﴾ الزمر / ٦٤] وقال تعالى: ﴿قُلِ ادعُواْ الذينَ زَعَمتُم مّن دُونِهِ فَلاَ يَملِكُونَ كَشفَ الضُّرِّ عَنكُم﴾ الإسراء/ ٥٦] الآيتين وقال تعالى: ﴿وَقَالُواْ اتَّخَذَ الرَّحمَنُ وَلَدًا سُبحَانَهُ بَل عِبَادٌ مُّكرَمُونَ لا َيَسبِقُونَهُ بِالقَولِ﴾ [الأنبياء/٢٦ـ٢٧] الآيات وقال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعبُدُونِ﴾ الذاريات /٥٦] فيجب على المسلم أن يعلم أن الحج من جنس

1 / 44