مختصر منسك شيخ الإسلام ابن تيمية
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٢٤هـ
تصانيف
مؤمن به. والحسب الكافي كما قال تعالى: ﴿أَلَيسَ اللهُ بِكَافٍ عَبدَهُ﴾ [الزمر/٣٦] ولله تعالى حق لا يشركه فيه مخلوق وذلك أن الدين مبنى على أصلين:أن لا يعبد إلا الله وحده لاشريك له،ولا يعبد إلا بما شرع لا نعبده بالبدع كما قال تعالى: ﴿فَمَن كَانَ يَرجُواْ لِقَآءَ رَبِهِ فَليَعمَل عَمَلًا صَالِحًا وَلاَ يُشرِك بِعِبَادَةِ رَبِهِ أَحَدَا﴾ [الكهف/١١٠] ولهذا كان عمر بن الخطاب ﵁ يقول في دعائه: (اللهم اجعل عملي كله صالحًا واجعله لوجهك خالصًا ولا تجعل فيه لأحد شيئًا) وقال الفضيل بن عياض في قوله تعالى ﴿لِيَبلُوَكُم أَيُكُم أَحسَنُ عَمَلًا﴾ المُلكِ/٢] ..إن العمل لم يقبل حتى يكون خالصًا صوابًا،والخالص أن يكون لله والصواب، أن يكون على السنة وقد قال الله تعالى: ﴿أَم لَهُم شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُم مِنَ الدِينِ مَا لَم يَأذَن بِهِ اللهُ) الشورى/٢١] والمقصود بجميع العبادات أن يكون الدين كله لله وحده،فله الدين خالصًا: ﴿وَلَهُ أَسلَمَ مَن في السَماوَاتِ وَالأرضِ طَوعًا وَكَرهًا﴾ آل عمران/٨٣] وقال تعالى: ﴿تَنزِيلُ الكِتَابِ منَ الله العَزِيزِ الحَكِيمِ إِنَّا أَنزَلنَا إِلَيكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ فَاعبُدِ اللهَ مُخلِصًا لَهُ الدِينَ أَلاَ للهِ الدِينُ الخَالِصُ﴾ الزمر/١ـ٣] إلى قوله تعالى ﴿قُلِ اللهَ أَعبُدُ مُخلِصًا لَّهُ ديني﴾ الزمر/١٤] إلى قوله ﴿قُل أَفَغَيرَ اللهِ تأمروني أَعبُدُ أَيُّهَا الجَاهلُونَ﴾ الزمر / ٦٤] وقال تعالى: ﴿قُلِ ادعُواْ الذينَ زَعَمتُم مّن دُونِهِ فَلاَ يَملِكُونَ كَشفَ الضُّرِّ عَنكُم﴾ الإسراء/ ٥٦] الآيتين وقال تعالى: ﴿وَقَالُواْ اتَّخَذَ الرَّحمَنُ وَلَدًا سُبحَانَهُ بَل عِبَادٌ مُّكرَمُونَ لا َيَسبِقُونَهُ بِالقَولِ﴾ [الأنبياء/٢٦ـ٢٧] الآيات وقال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعبُدُونِ﴾ الذاريات /٥٦] فيجب على المسلم أن يعلم أن الحج من جنس
1 / 44