جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين - عبد القيوم السندي
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
يقول العلامة الزرقاني:
" والذي دعا الصحابة إلى انتهاج هذه الخطة في رسم المصاحف وكتابتها أنهم تلقوا القرآن عن رسول الله ﷺ بجميع وجوه قراءاته، وبكافة حروفه التي نزل عليها، فكانت هذه الطريقة أدنى إلى الإحاطة بالقرآن على وجوهه كلها، حتى لا يقال: إنهم أسقطوا شيئًا من قراءاته، أو منعوا أحدًا من القراءة بأي حرف شاء على حين أنها كلها منقولة نقلًا متواترًا عن النبي ﷺ، ورسول الله ﷺ يقول: " فأي ذلك قرأتم أصبتم فلا تماروا" ١.
مصير المصاحف والصحف المخالفة للمصاحف العثمانية:
بعد أن تم نسخ المصاحف العثمانية بالكيفية التي أوضحنا ها سابقًا، أمر أمير المؤمنين عثمان بن عفان ﵁ بإرسالها إلى الأقطار الإسلامية الشهيرة، وأرسل مع كل مصحف مقرئًا من الذين توافق قراءته في أغلبه قراءة أهل ذلك القطر، وذلك لأن التلقي أساس في قراءة القرآن، وأمر أن يحرق كل ما عداها من الصحف أو المصاحف الشخصية الموجودة لدى الصحابة مما تخالفها، ليستأصل بذلك سبب الخلاف والنزاع بين المسلمين في قراءة كتاب الله، فاستجاب لذلك الصحابة ﵁، فجمعت المصاحف والصحف وحرقت أو غسلت بالماء٢.
_________
١ راجع مناهل العرفان: ١/٢٥٩.
٢ انظر مناهل العرفان: ١/٢٦١.
1 / 41