التعليقات السنية على العقيدة الواسطية ١
محقق
عبد الإله بن عثمان الشَّايع
الناشر
دار الصميعي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
تصانيف
وقال صاحب " الوجيز ": أخبر الله بأنه شرَّف موسى بكلامه وأكَّده بالمصدر دلالةً على وقوع الفعل على حقيقته لا على المجاز.
قوله تعالى: ﴿مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ﴾ قال ابن جرير: يعني تعالى ذكره بقوله: ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ﴾ الذين قصَّ الله قَصَصَهم في هذه السورة؛ كموسى بن عمران، وإبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، وشمويل، وداود، وسائر من ذكر نبأهم في هذه السورة. يقول تعالى ذكره: "هؤلاء رسُلي فضلت بعضهم على بعض، والذي كلَّمته منهم موسى ﷺ، ورفعت بعضهم درجات على بعض بالكرامة ورفعة المنزلة". وساق بسنده عن مجاهد في قول الله تعالى ذكره: ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ قال: يقول: ﴿مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ﴾ منهم من كلم الله، ورفع بعضهم على بعض درجات، يقول: كلَّم الله موسى، وأرسل محمدًا إلى الناس كافةً.
..........................................................................
وقال البغوي: ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ﴾ أي: كلمه الله تعالى، يعني موسى ﵇، ﴿وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ درجات﴾ يعني: محمدًا ﷺ، وما أوتي نبيٌّ آيةً إلا أوتي نبينا مثل تلك الآية، وفُضِّل على غيره بآيات مثل: انشقاق القمر بإشارته، وحنين الجذع على مفارقته، وتسليم الحجر والشجر عليه، وكلام البهائم والشهادة برسالته، ونبع الماء من بين أصابعه، وغير ذلك من المعجزات والآيات التي لا تُحصى، وأظهرها
1 / 86