التعليقات السنية على العقيدة الواسطية ١
محقق
عبد الإله بن عثمان الشَّايع
الناشر
دار الصميعي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
تصانيف
﴿لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ﴾ أي: ليس أحد يعقب حكمه تعالى لا في الدنيا ولا في الآخرة. وقال البغوي: قوله ﷿: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ﴾ قرأ أهل الكوفة ويعقوب ﴿كَلِمَتُ﴾ على التوحيد، وقرأ آخرون: ﴿كَلِمَاتٍ﴾ بالجمع والمراد بالكلمات أمره ونهيه، ووعده ووعيده. ﴿صِدْقًا وَعَدْلا﴾، أي صدقًا في الوعد
﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾ [النساء: ١٦٤] . ﴿مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ﴾
[البقرة: ٢٥٣] . ﴿وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ﴾ [الأعراف: ١٤٣] . ﴿َنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا﴾ [مريم: ٥٢] .
والوعيد، وعدلًا في الأمر والنهي، قال قتادة ومقاتل: صدقًا فيما وعد، وعدلًا فيما حكم، ﴿لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ﴾ قال ابن عباس: لا رادَّ لقضائه ولا مغيِّر لحكمه، ولا خُلف لوعده، ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ قيل: أراد بالكلمات القرآن ﴿لا مبدل له﴾ يريد لا يزيد فيه المفترون ولا ينقصون. انتهى.
قوله تعالى: ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾: قال ابن جرير: يعني بذلك جل ثناؤه: وخاطب الله بكلامه موسى خطابًا. وساق بسنده عن نوح بن أبي مريم، وسُئل: كيف كلم الله موسى تكليمًا؟ قال: مشافهة. وقال ابن كثير: قوله ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾ وهذا تشريفٌ لموسى ﵇ بهذه الصفة، ولهذا يقال له الكليم.
1 / 85