شرح حديث جابر في صفة حجة النبي لابن عثيمين

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
43

شرح حديث جابر في صفة حجة النبي لابن عثيمين

الناشر

دار المحدث للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤ هـ

مكان النشر

الرياض

تصانيف

قال قلت اللهم إني أهل بما أهل به رسولك قال: إن معي الهدي فلا تحل. ففي هذا دليل على مسألة خاصة بعلي ﵁، وعلى مسألة عامة للمسلمين. أما المسألة الخاصة بعلي فهو ذكاؤه ﵁ وفطنته وحرصه على التأسي برسول الله ﷺ حيث أحرم بما أحرم به الرسول ﷺ. أما المسألة العامة فهي جواز مثل هذا أي أنه يجوز للإنسان أن يقول لبيك أو أحرمت بما أحرم به فلان ممن يثق بعلمه ودينه مع أنه سيكون مجهولًا له حتى يصل إلى فلان. فإذا قال أحرمت بما أحرم به فلان وكان فلان قارنًا فهل لهذا إذا لم يكن معه هدي أن يحل بعمرة؟ الجواب: نعم لأنه لو أحرم به من أول فإننا نأمره أن يحل بعمرة فكيف إذا كان مقتديًا بغيره، ولكن علي بن أبي طالب ﵁ أشركه النبي ﷺ في هديه وجعل منه نصيبا. ولهذا قال معي الهدي فلا تحل. وظاهر هذه العبارة أن من أحرم بمثل ما أحرم به فلان وكان فلان قد ساق الهدي ولم يحل فإن الثاني لا يحل لكن هذا مقيد بما إذا كان الثاني قد ساق الهدي أو مشاركًا له فيه كما سيأتي في سياق الحديث أن النبي ﷺ أشرك عليًا رضي

1 / 47