شروح حماسة أبي تمام دراسة موازنة في مناهجها وتطبيقها
الناشر
دار الأوزاعي
رقم الإصدار
الأولى.
مكان النشر
بيروت
تصانيف
يومًا إذا ما النائبات طرقننا أكفى بمعضلة وإن هي جلت
وروى في الحماسة "رجلًا إذا ما النائبات".
وفي البيت الثامن وقد ورد عند الأصمعي:
درت بأرزاق العفاة مغالق بيدي من قمع العشار الجلة
وورد في الحماسة "دارت بأرزاق العفاة".
والذي ينظر في هذه الاختلافات لا يجد فيها عطورًا في الألفاظ التي رواها الأصمعي حتى يغيرها أبو تمام، كما ينبغي أن نؤكد أن هذه الاختلافات التي عرضناها من خلال هذه النماذج الأربعة كانت طفيفة جدًا لا تقاس بالأبيات التي حدث فيها توافق في الألفاظ.
أن الاختلاف في لفظة أو لفظتين أو ثلاث في قطعة تبلغ ستة أبيات، كما في النموذج الأول أو ثمانية أبيات كما في النموذج الثاني، أو تسعة أبيات كما في النموذج الثالث، أو أحد عشر بيتًا كما في النموذج الرابع لا يستلزم القول بأن تغييرًا قد وقع عن عمد من صاحب الرواية ذات التغيير، إذ لو صح هذا القول لا نطبق على سائر شروحها لدى أبي جعفر النحاس وابن الأنباري الزوزني والتبريزي. ولعل الدارس حين ينظر إلى الاختلافات التي وردت لدى كل من المفضل الضبي وعبد الملك الأصمعي يدرك أنها لم تقع لأن أحدًا منهما أجرى ذوقه بالتغيير في الألفاظ بل لأن كلًا منهما اعتمد على مصادر في روايته تختلف عن الآخر، ونستطيع أن نسوق بعض الأمثلة لهذا.
فقد وقع اختلاف بين روايتيهما في بيت سنان بن أبي حارثة المري، رواه المفضل:
وبضرغد وعلى السديرة حاضر وبذي أمر حريمهم لم يُقسم
1 / 54