44

الوصايا الجلية للاستفادة من الدروس العلمية

الناشر

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

والمقصودُ منها الفراسةُ الطبيعيةُ، التي يستدل بها من الشكل، كشكل الوجه، على بعض ما خَفِيَ من الصفات. يقول مثلًا: هذا عيناه حادتانِ، وهو دليلٌ على قوة الذكاء. وهذا عيناه باردتانِ، وهو دليلٌ على الغباء. وهذا مِشْيَتُهُ تدلُّ على أنه مستعجلٌ في أموره. وهذا شكل جبهته تدلُّ على كذا. يقول هذا عن طريقِ الفراسةِ من دونِ أن يكون قد خالط هؤلاء. وهذا العلمُ موجودٌ قديمًا في الناس، ومنه ما هو صوابٌ ومنه ما هو غَلَطٌ. و" الشافعيُّ " ﵀ تعاطاه. قال: " خَرَجْتُ إلى اليَمَنِ في طلب كتُبِ الفراسةِ، حتى كَتَبْتُها وجَمَعْتُها، ثم لَمَّا حَانَ انْصِرافي، مررتُ على رجلٍ في طريقي، وهو مُحْتَبٍ بِفِنَاءِ دارِه، أزرقُ العينينِ، ناتِئُ الجبهةِ، سِنَاطٌ (١) . . فقلت له: هلْ من مَنْزِلٍ؟ فقال: نعم. (قال الشافعيُّ): وهذا النعتُ أَخْبَثُ ما يكونُ في الفِراسةِ، فأنْزَلني فرأيْتُ أكْرَمَ رجلٍ. بَعَثَ إليَّ بِعَشَاءٍ وطِيبٍ، وعَلَفٍ

(١) سِنَاط: هو الكوسج الذي لا لحية له أصلًا. كما في " مختار الصحاح ".

1 / 50