بيان حقيقة التوحيد الذي جاءت به الرسل ودحض الشبهات التي أثيرت حوله

صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان ت. 1450 هجري
39

بيان حقيقة التوحيد الذي جاءت به الرسل ودحض الشبهات التي أثيرت حوله

الناشر

الجامعة الإسلامية

مكان النشر

المدينة المنورة

تصانيف

ﷺ أن يدعو له، وتوجه إلى الله بدعائه مع حضوره وهذا جائز، أن تأتي إلى رجل صالح حي وتطلب منه أن يدعو الله لك، وليس فيه ما يدّل على التوسل والتّوجه بالأموات والغائبين. والنّبيّ ﷺ أمرَ هذا الضرير أن يدعو الله أن يقبل شفاعة نبيّه فيه، فهذا فيه طلب الشفاعة من الله - تعالى، وطلب الشفاء من الله وحده، وليس في الحديث أكثر من هذا، فهو لا يدل على جواز التوسل بذوات المخلوقين، ونداء الأموات والغائبين. واستدلوا - أيضا - بحديث مكذوب، فيروون: أن النّبيّ ﷺ قال: "توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم". وهو حديث مكذوب، مفترى على الرّسول ﷺ، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ -١. عاشرًا: ومن شُبههم - أيضا -: اعتمادهم على حكايات ومنامات. أنّ فلانا مثلًا أتى القبر الفلاني فحصل له كذا وكذا، وفلانا رأى في المنام كذا وكذا، مثل الحكاية التي ذكرها جماعة منهم. وهي أنّ العتبي قال: "كنت جالسا عند قبر النّبيّ ﷺ، فجاء أعرابي فقال: السّلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول:

١ انظر مجموع فتاوي شيخ الإسلام ابن تيمية "١/٣١٩، ٣٤٦".

1 / 41