دعاوى النصارى في مجيء المسيح عليه السلام
الناشر
مطابع جامعة أم القرى
رقم الإصدار
*
تصانيف
أما النصارى فلا يوجد عندهم أي معلومة من هذا القبيل، ويمكن أن نضرب مثلًا بإنجيل "متى" و"مرقص".
فأقدم معلومة معتمد عليها في ذلك وربما هي الوحيدة في ذلك هي ما نقله "يوسابيوس القيصري" في كتابه "تاريخ الكنيسة" عن رجل مجهول الحال يسمى "بابياس" كان أسقفًا "لهيرابولس" سنة ١٣٠ م.
قال "بابياس": "إن متى كتب الأقوال باللغة العبرانية".
وقال عن "مرقص" صاحب الإنجيل:
"إن مرقص الذي صار مفسرًا "لبطرس" قد كتب بكل دقة كل ما نذكره من أقوال وأعمال الرب. ولكن ليس بالترتيب لأنه لم يسمع الرب ولم يتبعه، ولكن كما قلت قبلًا عن "بطرس" الذي ذكر من تعاليم السيد ما يوافق حاجة السامعين بدون أن يهدف إلى كتابة كل ما قاله الرب وعمله، وهكذا فصل "مرقص" أنه لم يعمل خطأً واحدًا في كل ما ذكره وكتبه"٧١.
فهذان النصان يعتمد عليهما النصارى في نسبة هذين الكتابين إلى "متى" و"مرقص"، وهذان نصان لا يمكن اعتبارهما دليلًا وعمدةً لقضيةٍ خطرةٍ وعظيمةٍ كهذه القضية، وهي إثبات أن هذا الكتاب صحيح صادق موحى به من الله من عدة أوجه:
١ - أن "بابياس" سيئ الفهم ومحدود الإدراك فقد قال عنه "يوسابيوس" المؤرخ، إنه أساء فهم الكتابات الرسولية، ويبدو أنه محدود الإدراك جدًا كما يتبين من أبحاثه.
1 / 373