العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم

علي بن بالي منق ت. 992 هجري
134

العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم

الناشر

دار الكتاب العربي - بيروت

العظيم ونزل من السماء العذاب الاليم والشيخ علاء الدين المسفور مجد على المسير والذهاب متوكلا على الملك الوهاب فانتهى مسيره الى نهر يعرف بالنهر الاسود وقد استمد ذلك النهر من السيول الجارية والامطار النازلة فاشتد طغيانه وعظم عصيانه وغيب الجسر المبني عليه وانبسط في أكناف الوادي فدخل المرحوم اوائل الماء غافلا عما وراءه من كثرة المياه بسبب ظلمة الليل وتراكم السحب ولما ذهب في الماء زمانا زاد ارتفاع الماء حتى غلب على دابته فخشي الغرق فعزم على العودة فقصد الطريق الذي جاء منه فاستولى عليه الحيرة والاضطراب ولم يشك في الهلاك والتباب فاخذ في التضرع والاستغفار منتظرا للموت والتبار فاذا بصوت من ورائه فالتفت اليه فاذا هو رجل على هيئة احد من ارباب السفر فسلم على الشيخ علاء الدين وقال فقدتم الطريق ووقعتم في المضيق فقال الشيخ نعم فسبقه الرجل وقال للشيخ سر ولا تتخلف عن اثري سار الرجل والشيخ سائر في اثره الى ان وصلوا الجسر وعبروه وساروا في الماء الى ان نزل الماء الى ركب الدواب قال الشيخ فالتفت الرجل وأشار بيده الى ناحية فقال سر الى هذه الجهة تنج ان شاء الله تعالى فاذا برق خطف بصري ولما عاد نظرت اليه فلم اره فسرت الى هذه الناحية وخلصت من تلك الورطة الهائلة وانا في غاية العجب من حال الرجل الدليل ودلالته الى السبيل وقال رحمه الله ثم اني لما وصلت الى محمية ادرنه ومضى علي ايام واخذ العساكر السلطانية يجيؤن اليها اجتمع علي طائفة من اهل المحلة واتفقوا على ضيافة فسألتهم عن سببها فقالوا ان للسلطان شيخا يقال له الشيخ محيي الدين الاسكليبي رجل شريف من اولياء الله تعالى نقصد التبرك بصحبته والتشرف برؤيته قال الشيخ فدخلت فيهم وكنت من جملة أرباب الضيافة ثم انهم احضروا الطعام وهيؤا المجلس ودعوا الشيخ المسفور فأجاب دعوتهم وحضر مجلسهم فاذا هو الشخص الذي ظهر لي في تلك الليلة الشديدة وكان سببا لخلاصي من هذه الورطة العظيمة قال المرحوم فصبرت حتى تم المجلس وتفرق اربابه فذهبت اليه وقبلت رجله فقال من انت فقلت هو الذي خلصته من تلك الورطة في الموضع الفلاني والليلة الفلانية وعرضت عليه القصة

صفحة ٤٦٦