العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم

العلامة أحمد بن الحسن بن يحيى القاسمي ت. 1375 هجري
70

العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم

تصانيف

الردود

والمنقول فقد أمر الله سبحانه عباده بالنظر فقال: {أفلا يتدبرون القرآن}[محمد:24] {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت}[الغاشية:17]، {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم}[فصلت:53] {أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها}[الرعد:41] {قل انظروا ماذا في السماوات والأرض}[يونس:101] {أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض}[الأعراف:185] وما أدى معنى ذلك، كما ذكر التفكر في معرض المدح قال تعالى: {إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب}[ الزمر:21] {إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار}[آل عمران:13] {إن في ذلك لايات لأولي النهى}[طه:54] مع ذم المتغافل عن النظر، قال سبحانه: {وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون}[يوسف:105]، {لهم قلوب يعقلون بها}[الحج:46] ومثله ما ورد في ذم التقليد فقال حاكيا عن الكفار: {إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون}[الزخرف:23]، وقال: {بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا}[لقمان:21] وقال: {بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون}[الشعراء:74] وقال: {إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها}[الفرقان:42] وقال عن والد إبراهيم: {لئن لم تنته لارجمنك واهجرني مليا}[مريم:46]، فكل هذا يدل على وجوب النظر والاستدلال والتفكر وذم التقليد فمن دعا إلى النظر والاستدلال كان موافقا للقرآن وسائر الكتب المنزلة وجميع الأنبياء المرسلة.

وأما قوله: إنه يلزم في النظر الشك فمردود من وجهين:

الأول: أنا لم نوجب النظر على العارف؛ لأن تحصيل الحاصل محال.

صفحة ٩٢