سي داروين [في خطاب إلى السير تشارلز لايل يرد ذكر مقال سيجويك النقدي في مجلة «ذا سبيكتاتور»، بتاريخ 24 مارس: «أنا الآن متيقن من أن سيجويك هو كاتب المقال المنشور في مجلة «ذا سبيكتاتور». فلا أحد سواه يستطيع استخدام هذه المصطلحات المسيئة. ويا له من تحريف لمفاهيمي! إن أي جاهل تماما بالموضوع سيفترض أنني طرحت «أولا» الاعتقاد القائل بأن الفواصل بين التكوينات المتعاقبة تشير إلى فترات بينية طويلة. ذلك جور عظيم. لكن العجوز العزيز المسكين سيجويك يبدو متعصبا بشأن المسألة. «فهم مشوش!» إذا جرى بيننا أي حديث على الإطلاق، فسأخبره بأنني لم أستطع قط تصديق أنه يمكن لمحقق أن يكون رجلا طيبا، لكني صرت أعرف الآن أن الرجل قد يسلخ جلد رجل آخر بانتقاداته اللاذعة، ويكون في الوقت ذاته نبيلا طيب القلب مثل سيجويك.»
الفقرات التالية مقتبسة من المقال النقدي: «لا داعي إلى أن أمضي قدما في هذه الاعتراضات. لكني لا أستطيع أن أختم المقال دون التعبير عن بغضي للنظرية بسبب ماديتها الراسخة العنيدة ، ولأنها هجرت المسار الاستقرائي، المسار الوحيد الذي يؤدي إلى الحقيقة الطبيعية، ولأنها تنكر العلل الغائية إنكارا تاما؛ مما يشير إلى أنها تترك في مؤيديها فهما مشوشا.» «لا يعني هذا أنني أعتقد أن داروين ملحد، لكن لا يسعني إلا أن أعتبر ماديته إلحادية. وأنا أرى أنها غير صحيحة؛ لأنها تتعارض مع مسار الطبيعة الواضح، وتتضاد تماما مع الحقيقة الاستقرائية. ثم إنها مؤذية بشدة.» «إن كل سلسلة من الحقائق ترتبط معا بسلسلة من الافتراضات وأشكال متكررة من المبدأ الوحيد الخاطئ. لا يستطيع المرء أن يصنع حبلا قويا من خيط من فقاعات هوائية.» «لكن أي مفارقة مذهلة وجديدة (مفترضة)، حين يجري التعبير عنها بوضوح شديد وبشيء كبير من المعقولية، تترك في عقول البعض نوعا من الإثارة الممتعة التي تجعلهم ينزعون إلى تأييدها، وإذا لم يكونوا معتادين التفكير المتمعن، وكرهوا تحمل مشقة التحقق الدقيق من مدى صحتها، فمن المحتمل أن يستنتجوا أن ما (يبدو) «أصيلا» لا بد أن يكون نتاج «نبوغ» أصيل، وأن أي شيء يتعارض بشدة مع المفاهيم السائدة لا بد أن يكون «اكتشافا» عظيما؛ أي إنهم سيستنتجون باختصار، أن أي شيء يأتي من «قاع بئر» ما، هو لا بد «الحقيقة» التي من المفترض أنها مخفية هناك.»
وفي مقال نقدي نشر في عدد ديسمبر من مجلة «ماكملان ماجازين» عام 1860، دافع فوسيت بضراوة عن أبي من تهمة استخدام أسلوب خاطئ في الاستدلال المنطقي، وهي تهمة وردت في مقال سيجويك، في بعض العبارات مثل: «ليست تلك طريقة بيكون الصحيحة.» وكرر فوسيت دفاعه في اجتماع الجمعية البريطانية في عام 1861.]
26
من تشارلز داروين إلى دبليو بي كاربنتر
داون، 6 أبريل [1860]
عزيزي كاربنتر
انتهيت للتو من قراءة مقالك النقدي في دورية «ميد شيرورج ريفيو».
27
لا بد لي أن أعبر عن إعجابي بهذه المقالة البارعة للغاية، وآمل من الرب أن يقرأه الكثيرون؛ لأنه سيحدث تأثيرا كبيرا. بالرغم من ذلك، لا ينبغي لي أن أعبر عن هذا الإعجاب الحار؛ لأنك تبالغ جدا في الإشادة بكتابي، مع الأسف . غير أنك أسعدتني بشدة ، وصحيح أنني أرجو ألا أبالي كثيرا باستحسان القراء غير المتخصصين في العلم، لكني أستطيع القول إن هذا لا ينطبق إطلاقا على قلة من الرجال أمثالك. ليس لدي أي انتقاد أذكره؛ لأنني لا أعترض على أي كلمة، والمقال كله يعجبني؛ لذا لا أستطيع تفضيل جزء معين على البقية. ذلك أنه متوازن على نحو جيد جدا. من المحال، رغم ذلك، ألا أبهر بمدى معرفتك الهائلة في الجيولوجيا وعلم النبات وعلم الحيوان. فالاقتباسات التي ذكرتها من كتابات هوكر منتقاة ب «براعة»، ومقنعة جدا. لقد سررت كثيرا أيضا بما تقوله عن لايل. الحق أن الحماسة تغمرني، ومن الأفضل ألا أكتب المزيد. مع خالص شكري.
صفحة غير معروفة