عزيزي هوكر
لقد ضاع خطابك الأخير، الذي وصل إلي قبيل أعياد الميلاد بفترة قصيرة للغاية، في أثناء التحسينات التي تجرى في غرفة مكتبي في هذا الموسم، ولم يعثر عليه حتى الآن. إنني آسف جدا على فقدانه؛ لأنه كان يحوي بعض المذكرات المتعلقة بعلم النبات، ولم أحتفظ بها في حوزتي ...
كان الجزء الرئيسي من خطابك إشادة بالغة بكتاب داروين.
حسنا، لقد وصل إلي الكتاب، وأنهيت قراءته بإمعان قبل بضعة أيام، وأقول بكل صراحة إن إشادتك في محلها.
لقد كتب ب «براعة شديدة». ربما استغرق إنتاجه عشرين عاما. إنه مكتظ بمادة علمية جديرة جدا بالاهتمام قد استوعبها الكاتب تماما وشرحها جيدا، وهي أيضا مكثفة ومقنعة، وإجمالا، يقدم الكتاب حجة أفضل مما كنت أظنه ممكنا ...
كان أجاسي، في آخر مرة رأيته فيها ، قد قرأ جزءا منه فحسب. يقول إنه «سيئ، بل سيئ جدا»! (هذا بيني وبينك). الحقيقة [هي] أنه منزعج منه بشدة ... ولا عجب في ذلك. ذلك أن تضمين جميع الأنظمة «المثالية» في نطاق العلم، وإعطاء تفسيرات مادية أو طبيعية وجيهة لكل نقاطه المهمة لا يقل سوءا عن أن يعزى إلى فوربس الفضل في جميع المواد المتعلقة بالأنهار الجليدية ... وتقديمه لتفسيرات علمية لكل الظواهر.
أخبر داروين بكل هذا. سأبعث إليه بخطاب عندما تسنح لي فرصة. كما وعدت، ستحظيان أنت وهو بمعاملة متساوية في هذا الشأن ... يجب أن أكتب بنفسي مقالا نقديا عن كتاب داروين وأبعث به إلى «دورية سيليمان» (لا سيما أنني أظن أن أجاسي يعتزم التصريح علانية برأيه فيه) لينشر في عدد شهر (مارس) المقبل، وأنا أشرع في ذلك الآن (في الوقت الذي يجب أن أستغل فيه كل لحظة في العمل على موضوع الفصيلة المركبة في كتاب «البعثة الاستكشافية»، والتي أعرف عنها أكثر بكثير). وليست تلك بالمهمة السهلة، مثلما قد تتصور.
أظن أنني قد لا أرضيك تماما. وأعلم أنني لن أرضي أجاسي إطلاقا. سمعت أن ثمة طبعة جديدة من الكتاب في المطبعة، وسوف يثير الكتاب اهتماما بالغا هنا، وبعض الجدل أيضا ...
من تشارلز داروين إلى آسا جراي
داون، 28 يناير [1860]
صفحة غير معروفة