تشارلز داروين: حياته

فرانسيس داروين ت. 1450 هجري
133

تشارلز داروين: حياته

تصانيف

25

ويا للبشاعة إذا حاربنا في صف الجانب المؤيد للعبودية! سيقال بالطبع إننا نحارب من أجل الحصول على القطن، لكني موقن تماما أن هذا ليس جزءا من الدافع على الإطلاق. حسنا، أشكر الرب على أننا، نحن الأفراد العاديين، ليس لنا علاقة بمسئولية فظيعة كهذه. لا يسعني سوى التعبير مرة أخرى عن عجبي الشديد من أنكم تظنون على ما يبدو، أنكم تستطيعون غزو الجنوب رغم أنني لا أقابل أي إنسان، حتى من أولئك الذين يتمنون ذلك بشدة، يظن ذلك ممكنا؛ أي غزو الجنوب والاحتفاظ بالسيطرة عليه. لا أعتقد أن معظم أفراد الشعب في بلدكم سيصدق ذلك، لكني متيقن أننا إذا ذهبنا إلى الحرب فسيكون ذلك على مضض شديد من كل الطبقات ووزراء الحكومة والناس أجمعين. سيبين الزمن حقيقة الأمر، ولا جدوى من الكتابة عنه أو التفكير فيه. زرت الدكتور بوت قبل بضعة أيام، وسررت عندما وجدته مبتهجا وبخير حال. بالمناسبة، أرى أنه يتبنى رأيا إنجليزيا تماما بخصوص الشئون الأمريكية، مع أنه أمريكي في صميمه.

26

ربما قد يكتب باكل فصلا عن أن الرأي يعتمد كليا على خط الطول! ... بخصوص مسألة التصميم، أشعر بأن رغبتي في رفع الراية البيضاء تفوق رغبتي في إطلاق قذائفي البعيدة المدى كالعادة. أرغب في محاولة أن أطرح عليك سؤالا محيرا، لكنك عندما ترد المجاملة بمثلها، تراودني شكوك كبيرة حيال ما إذا كانت هذه طريقة عادلة للمناقشة. إذا كان كل شيء مصمما، فلا بد أن الإنسان مصمم؛ «الوعي الداخلي» للمرء (مع أنه دليل إرشادي خاطئ) يخبره بذلك، لكني مع ذلك لا أستطيع تقبل أن الأثداء الأثرية لدى ذكور البشر ... كانت مصممة لحكمة ما. وإذا حاولت القول إنني آمنت بذلك، ينبغي أن أومن به بتلك الطريقة غير المنطقية التي يصدق بها المتدينون الأرثوذكس وحدة الثالوث. تقول إنك تائه وسط ضباب، أنا عالق وسط وحل غليظ، أما المتدينون الأرثوذكس فسيقولون إنني عالق وسط وحل نتن بغيض، لكني مع ذلك لا أستطيع تجنب الخوض في المسألة. يا عزيزي جراي، لقد كتبت قدرا كبيرا من الهراء.

لك خالص مودتي

سي داروين

1862 [بسبب مرض أحد أولاده جراء إصابته بالحمى القرمزية، أخذ منزلا في بورنموث في الخريف. أرسل خطابا إلى الدكتور جراي من ساوثهامبتون (21 أغسطس 1862): «نحن أسرة بائسة، وينبغي إبادتنا. مكثنا هنا لإراحة ولدنا المسكين في رحلته إلى بورنموث، وزوجتي العزيزة المسكينة مرضت بالحمى القرمزية؛ إذ أصيبت بها إصابة حادة جدا، لكنها تتعافى جيدا. لا نهاية للعناء في هذا العالم المنهك. لن أشعر بالأمان إلى أن نصبح كلنا في ديارنا معا، ولا أعرف متى سيحدث ذلك. لكني أشكو بدافع من الحماقة فحسب.»

كان الدكتور جراي دائما ما يرسل طوابع بريدية إلى المريض بالحمى القرمزية، وقد كتب والدي في خطاب بخصوص هذا التصرف اللطيف الودود: «لا بد لي من العودة إلى ذكر مسألة الطوابع؛ لقد أجرى رجلي الصغير حساباته وتوصل إلى أنه سيكون قد حصل حتى الآن على ستة طوابع، وهو رقم لا يملكه أي ولد آخر في المدرسة. هذا انتصار. كان ملصوقا بخطابك الأخير العديد من الطوابع الملونة، وظل الصبي في فراشه يتفحص الظرف بكثير جدا من الرضا والهدوء.»

يتناول العدد الأكبر من خطابات عام 1862 الكتاب المتعلق بالسحلبيات، لكن موجة تغيير القناعات القديمة واعتناق فكرة التطور كانت لا تزال مستمرة في الانتشار، وظلت هذه الفترة تشهد الكثير من الخطابات والمقالات النقدية المتعلقة بالموضوع. وكمثال على الخطابات الغريبة التي تلقاها، يمكن ذكر خطاب وصل في يناير من هذا العام «من طبيب ألماني متخصص في الطب التجانسي، وهو معجب متحمس بكتاب «أصل الأنواع». وكان هذا الطبيب شخصيا قد نشر كتابا من النوعية نفسها تقريبا، لكنه يتطرق إلى تفاصيل أعمق بكثير. يشرح أصل النباتات والحيوانات استنادا إلى مبادئ الطب التجانسي في ألمانيا. لذا سأترجمه وأنشره في إنجلترا.»]

من تشارلز داروين إلى تي إتش هكسلي

صفحة غير معروفة