معنى بغض الأنصار نفاق
ثم قال الشيخ رحمه الله تعالى: ((والذي ورد في حق علي من ذلك قد ورد مثله في حق الأنصار)).اه
وأقول: قد اعتاد بعض من كمن في سويداء قلبه بغض مولى المؤمنين علي (عليه السلام) أن يتبع ذكر كل منقبة من مناقب علي لا يستطيع جحدها بما يشوهها أو يوهم مساواة غيره له فيها حسدا من عند أنفسهم ولو بأن يكذبوا ويخترعوا أو ينقلوا ما يعرفون بطلانه أو ضعفه كثر هذا حتى صار من ليس مثلهم في مرض القلب يتبعهم في صنيعهم هذا هيبة للانفراد أو احتراسا عن أن ينبز بالرفض أو انقيادا للتقليد أو بلها أو غفلة ولعل الحامل للشيخ على ما ذكره هنا بعض هذا.
ثم إني أقول كما قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الحديث الصحيح ((اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار)) فقد آووا ونصروا واستؤثر عليهم وقتلوا مع النبي ثم مع الوصي ثم مع أهل البيت وادخر الله لهم أجرهم عنده فلا عجب إن شاركوا عليا في هذه المنقبة ولا يلزم من مشاركتهم له (عليه السلام) في أن بغضهم من علامات النفاق مساواتهم له في الفضل ولا يغض من عالي مقامه كرم الله وجهه مشاركتهم (رضي الله عنهم) له في هذا كما لا ينقص من فضلهم العظيم علو علي (عليه السلام) والحق إن شاء الله أن بغض علي ومثله بغض الأنصار من أقوى علامات النفاق.
صفحة ٢٧