ثم قال الشيخ رحمه الله تعالى ((وذلك ما يرجع إلى أمور الدنيا غالبا)).اه وأقول: لم يظهر لي ما أراد الشيخ بهذه العبارة لأنه إن أراد أن عليا ظلمهم في دنياهم فذلك قول لم يقله أحد يعتد به من قبل الشيخ ولا بعده وإن أراد أن عليا كبحهم عن الظلم وعن اتخاذهم عباد الله خولا وما الله دولا وعن قلبهم الدين ظهرا لبطن عاد الأمر إلى ما ذكرناه آنفا من أن عليا منفذ لأمر الله تعالى وأمر نبيه (عليه وآله أفضل الصلاة والتسليم) يجب حبه لذلك ويكون بغضه بسببه من أقوى علامات النفاق والهلاك وعدم التدين كيف لا وقد جاء في علي ((من أحب عليا فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغض عليا فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله)) أخرجه الطبراني وأخرج أحمد في مسنده من عدة طرق أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ((من آذى عليا بعث يوم القيامة يهوديا الحديث)).
فهل يجوز أن يكون المبغضون المؤذون عليا الذين قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيهم ما أوردناه وكثيرا مثله عدولا ثقات أمناء على دين الله تغلب فيهم العدالة والصدق والورع ويعامل أعداؤهم المحبون عليا (عليه السلام) أهل الحق بالتوهين والجرح ؟
في فمي ماء وهل ين .... طق من في فيه ماء ؟
ثم قال الشيخ رحمه الله تعالى: ((والخبر في حب علي وبغضه ليس على العموم فقد أحبه من أفرط فيه حتى ادعى أنه نبي أو أنه إله تعالى الله عن افكهم)).اه
وأقول: هذه القضية لا تخص عليا وحده فمن أحب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واعتقد أنه إله فهو كافر ضال مثل الذين زعموا أن المسيح أو عزيزا (عليهما السلام) إله ولا دخول لهذا فيما نحن بصدده ومثل هؤلاء جهال غلاة بعض المتصوفة فيما يعتقدونه في بعض المشائخ والدراويش ونحن لا نمدح ولا نحب إلا من أحب كما أمره الله من أحبه الله تعالى وأمرنا بحبه.
صفحة ٢٦