ملائكته في يقظتهم، ويستشرفون بأرواحهم التشرف بلقائه في طريق القدس. إن مخزون الشوق والحب والتقديس الذي يملكه الامام المهدي أرواحنا فداه في قلوب الشيعة، وقلوب عامة المسلمين، لا تملكه اليوم شخصية على وجه الارض. وسوف تزداد هذه الشعبية والاهتمام بأمره، حتى ينجز الله تعالى وعده، ويظهر به دينه على الدين كله. قبل بضع سنوات كتبت كتاب " الممهدون للمهدي " وكان محوره الاحاديث الواردة في مصادر السنة والشيعة عن الحركة الاسلامية الموعودة في بلاد المشرق، على يد الفرس، وقوم سلمان، وأهل خراسان، ودورها في التمهيد للمهدي المنتطر عليه السلام. ومع أن الكتاب لاقى قبولا، وطبع في أكثر من بلد، ولكنه لا يكفي ولا يروي عطش المسلمين للتعرف على الامام المهدي، وعصر ظهوره، وحركته المقدسة. فجمهورنا المسلم يريد أن نقدم له صورة شاملة عن قضية المهدي، بأسلوب مسلسل ميسر، بعيد عن الاختصار المخل، والتطويل والبحث العلمي الممل. وهي مسؤولية على عاتق العلماء الافاضل من الشيعة والسنة، ليكون بين أيدي المسلمين عدة تصورات من اجتهادات علمائهم عن المهدي عليه السلام، تتفاعل في أذهانهم ووجد انهم، وتتبلور مع تطور حركة الاسلام وصحوته. والى جانب هذا النوع من الكتابة عن الامام المهدي عليه السلام، نحتاج إلى الدراسات والبحوث العلمية التحقيقية لاحاديثه وموضوعاته المعتددة. ومقدمة ذلك عمل معجم مفهرس لاحاديثه المبثوثة في نحو خمسين مصدرا من مصادر الدرجة الاولى بين مخطوط ومطبوع، سوى مصادر الدرجة الثانية من مؤلفات العلماء في القرون المتوسطة والمتأخرة. فإن من شأن هذا المعجم أن يسهل على الطلاب والعلماء الرجوع إلى النصوص الاسلامية في المهدي، وتقديم بحوثهم وموضوعاتهم إلى العلماء والى جماهير الامة. وقد تقبلت
--- [ 17 ]
صفحة ١٦