وأقام الأفضل أمير الجيوش في عهد الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله (495-524ه) مرصدا عظيما كلفه مشقة وافرة.
وجعل مركز ذلك المرصد على ارتفاع بجوار المقطم عرف قديما بالجرف، ولما أقيم فيه المرصد صار يعرف بالرصد.
29
ومن الثابت أن أول المراصد في أوروبا إنما شيده العرب في إشبيلية بالأندلس،
30
يضاف إليه مرصد آخر في الأندلس يقال له: «مرصد جيراك».
ومن المراصد الشهيرة مرصد مراغا بأذربيجان كان ناظره نصير الدين الطوسي المتوفى سنة 675 للهجرة، وكان حكيما، عظيم الشأن في جميع فنون الحكمة، واجتمع إليه في الرصد جماعة من الفضلاء المهندسين وأنشأ تصانيف كثيرة منطقيات وطبيعيات وإلاهيات.
31 (9) الطبابة والأطباء في العصر الذهبي
وجه الخلفاء العباسيون عناية خاصة إلى درس الطبابة وإتقانها وتعميمها.
فتقدموا بإحضار رهط من نوابغ الأطباء إلى دار السلام وفوضوا إليهم تجهيز الأدوية والعقاقير، ومعالجة المرضى في قصورهم وغيرها، وكلفوهم أن يلقوا الدروس الطبية في مدارسهم وينقلوا مؤلفات يونانية وسريانية إلى اللغة العربية؛ تعميما لفوائدها. فنهض أولئك الأطباء بخدمة الخلفاء وأركان الدولة خدمة أمينة أكسبتهم ثقة الخاصة واحترام العامة.
صفحة غير معروفة