وكما تدين تدان.
استطاعت السيدة الأخرى أن تبتلع ماله هو جميعا؛ أقصد المال الذي استلبه من زوجته الأولى استلبته منه زوجته الثانية جميعا.
وكان في هذه الفترة قد بلغ منصبا تستطيع هي أن تنتفع به، كما استطاع هو أن ينتفع. وبمعرفة قادرة استطاعت أن تصبح السيدة الجديدة مستأجرة لخمس وثلاثين شقة خالية من الأثاث؛ أثثتها هي وأصبحت تؤجرها جميعا مفروشة. والشقق جميعا باسمها. وهكذا أصابت المال والشقق جميعا. ولم يبق للمهندس إلا منصبه. ولكن متى دامت المناصب حتى تدوم له؟ ما هي إلا دورة زمن حتى أبعد عن منصبه. وحينئذ وجدت الزوجة المخلصة - المخلصة لنفسها - أن الأوان قد حان ليطلقها. وإذا كانت قد استطاعت أن تحصل على طلاقها الأول فهي على طلاقها الثاني أكثر قدرة. وطلقها.
وهو اليوم رهين المحبسين من فقر وبطالة.
أما هو فقد نال جزاءه وهو بعد على قيد الحياة. أما هي فأغلب الأمر أن جزاءها سيكون في الحياة الثانية، و«إن ربك لبالمرصاد».
ترى أوجدت النغمة السياسية الخافية في هذه القصة؟ ما أحسب أنها فاتت ذكاءك.
فقد صنع هذا المهندس ماله وشقق زوجته ومنصبه في عهد كان النفاق فيه هو البضاعة الوحيدة في السوق.
وأخشى أن أمضي في الحديث إلى أبعد من هذا، فأجد القلم قد انغرس في أسماء الأشخاص، وتنقلب الحكاية إلى نميمة. وما أشتهي هذا لنفسي ولا لقلمي.
ترى هل استطعت أن أخفف عنك وطأة الحر. إن لم أكن فاذكر أن هذا عهد قد مضى وأنه لن يعود. وحين تذكر هذا ستحس نسمة من أمن ومن ريح طيبة رخاء ترطب حولك أعباء الحياة.
زعيم من الوهم
صفحة غير معروفة