المعرفة الخامسة
قال أهل الإسلام كافة: البرد نزل من السماء من جبال فيها من برد، وحدث ونزل بقدرة الفرد الصمد، ومشيئة الواحد الأحد.
وقالت المطرفية: ما حدث بإحداث الله ولا بإرادة الله، ولا بقدرته ولا مشيئته، ولكنها رياح باردة صادفت الماء في الهواء فأحالته بذلك بردا، مثل ما يذهب إليه الطبائعية والفلاسفة والملحدة وهذا محال؛ لأن الرياح ليست بحية قادرة، والبرد فعل، والفعل لا يصح إلا من حي قادر.
المعرفة السادسة
قال أهل الإسلام كافة: الأجسام لاتحيل وتستحيل وما ينسب من ذلك إليها إنما هو بمنزلة قول القائل مات، أي أماته الله تعالى، فهكذا استحال جسم الميتة ملحا، أي أحاله الله من حالة إلى حالة، وقد يكون ذلك مما يقدر عليه العباد، مثل خروج الجسم من كونه متحركا إلى كونه ساكنا، وإن كان ذلك ليس بإحالة تامة؛ لأن الإحالة التامة لا يقدر عليها إلا الله تعالى مثل ما ذكرناه.
صفحة ٦