هكذا تبلورت مهمتنا الشعبية في مؤتمرنا الصحفي الأول، أصبحت هدفا واضحا نتحرك تجاهه، ونتصل بالنقابات وبالقيادات وبالسياسيين على أساسه.
والحق أني لم أتصور أن رد الفعل سيكون بهذه الضخامة؛ خرجت الصحف اللبنانية جميعها في اليوم التالي وهي تتحدث عن «المبادرة الشعبية المصرية».
ولكن الأمر لم يسلم من المضحكات، فعقب إعلان مهمتنا اتصل بي صديق يمني وسألني بالتدقيق عن هذا «الوفد» المصري الشعبي، وبعده جاءني أكثر من صحفي وسياسي من المقيمين في لبنان وبروح من الشك راحوا يستجوبونني عن هذا «التحرك» وعن علاقته بنوايا مصر والقيادة السياسية في مصر. إلى هذه الدرجة فقدنا الثقة في أنفسنا. إن أي تفكير أو مبادرة لا بد أنه موحى به من جهة أو وراءه نية ما. أصبحت البراءة في عالمنا العربي أبشع التهم، إذ إنك لن تجد للبراءة سببا أو مبعثا واضحا يريح بعض النفوس ويلون العمل. وهكذا تظل التهمة على البراءة مسلطة ومشرعة.
ولكن الصدى الأهم كان هو الصدى الشعبي الذي أردناه؛ بدأت الأفكار تتفجر والحماس للفكرة لدى القيادات النقابية في لبنان وسوريا يطغى. صحيح! لماذا يقف الشعب مكتوف الأيدي معزولا عن المعركة؟ لماذا يترك الأمر كله لجامعة الدول العربية تتصرف فيه وتحله؟ وأين الجامعة «الشعبية» العربية، جامعة الإرادة الشعبية والعمل الشعبي؟
أيكون هذا هو السلاح؟
أن نتحرك كشعب هائل وأن نعوض بحركاتنا تلك ما ينقصنا؟
أن نبدأ الحركة بخطوة بسيطة واحدة، وأن نختار وبسرعة لجان اتصال من النقابات والهيئات والقيادات الشعبية والاتحادات العمالية والفلاحية والطلابية والنسائية والشبابية العربية كي نقوم بعمل واحد وسريع نرفع به الرأس ونواجه العدو؟
إني أطرح الفكرة على قيادتنا السياسية وعلى اتحادنا الاشتراكي وعلى تنظيماتنا العمالية والنقابية.
بإلحاح أطرحها.
ملحوظة: هذه المقالة أعتقد أنها في عام 1980 كوميدية تماما، ولكني آثرت أن أثبتها، فمن يدري ماذا يكون الحال؟
صفحة غير معروفة