قال لها هير: «يسرني أن أسمع روايتك أنت.»
جلس يدخن مستغرقا في التفكير بينما قصت عليه روايتها بداية من مقابلتها للآنسة فروي المزعومة، وحتى حادث اختفائها.
قال لها: «حسنا، لقد ذكرت حقيقة واحدة مؤكدة. فما أخبرتك به تلك السيدة حول رب عملها صحيح، وأنا أستطيع أن أخمن بدقة من يكون. في الوقت الحالي، ثمة رجل من الأعيان هو محط أنظار البلدة بسبب اتهامات له بالرشوة، والتلاعب بالعقود، وأعمال غير قانونية أخرى من هذا القبيل. آخر تهمة وجهت إليه هي قتل محرر الصحيفة الثورية الرديئة الذي كان قد وجه له تلك الاتهامات.»
التقط صفحة صفراء رقيقة من صحيفة مطبوعة برداءة.
وقال مفسرا: «هذا مذكور في عمود الأنباء العاجلة، لكن نظرا لأنه كان في كوخ الصيد الذي يملكه وقت الجريمة، لم تدم الضجة حول تلك التهمة الأخيرة، لكن أحدا لن يهتم؛ فالنظام الإقطاعي لا يزال سائدا بالفعل في تلك المقاطعات المتطرفة.»
صاحت آيريس بحماسة بالغة: «لكن هذا يثبت أني محقة، فكيف سأعرف كل ذلك عن رب عمل الآنسة فروي إلا إن كانت هي من أخبرتني به؟ كما أن هناك أمرا آخر. عندما أخبرت الآنسة فروي عن ضربة الشمس التي تعرضت لها، كانت البارونة تصغي لكلامي. فلا يمكن أن تكون قد عرفت بذلك الأمر بأي طريقة أخرى. وهذا يعني أن الآنسة فروي كانت معي في المقصورة.»
بدا وجهها مشرقا للغاية حتى إن هير كره أن يحطم ثقتها.
قال: «يؤسفني أن ذلك لا يثبت إلا أن الآنسة كومر هي التي كانت معك في المقصورة، وأنها أخبرتك بشأن رب عملها، وربما بنبذة عن تاريخ أسرتها عندما احتسيت الشاي معها. وفيما بعد ذكرت لها أمر ضربة الشمس، إن كنت تذكرين، عندما صعدت على متن القطار بعد أن أفقت منها مباشرة، كنت تحسبين أن جميع الركاب أجانب. عندما نمت ثم استيقظت مشوشة الذهن، ظهرت فجأة الآنسة فروي.»
قالت آيريس محتجة: «لكنها كان لها عينان زرقاوان وضحكة فتاة صغيرة، كما أن هناك أمر والديها العجوزين وكلبها. وهؤلاء لا يمكن أن أكون قد اختلقتهم.» «لم لا؟ ألا تحلمين قط؟»
بانكسار خاطر، فهمت آيريس ما يقصده. «أفترض أني أفعل، أنت محق حتما.»
صفحة غير معروفة