قاطعهما هير: «يمكننا أن نتحقق من ذلك الأمر.» إن دفعت هي فسيكون ذلك في صالحك. فقط عدي ما معك من النقود المعدنية.»
هزت آيريس رأسها نفيا.
قالت معترفة: «أنا لا أعلم كم كان معي من النقود؛ فأنا لست بارعة فيما يتعلق بحساب النقود. ودائما ما ترد شيكاتي لعدم كفاية الرصيد.»
مع أن العبوس ارتسم على شفتي البروفيسور جراء ذلك الاعتراف، لكنه تدخل إثباتا لسعة صدره.
قال: «إن احتسيتما الشاي معا، فسيتذكر النادل رفيقتك. سأستجوبه تاليا إن أعطيتني أوصاف تلك السيدة.»
كانت آيريس تخشى تلك اللحظة لأنها لا تحتفظ بصورة واضحة للآنسة فروي. كانت تعلم أنها بالكاد نظرت إليها طوال الوقت الذي قضته برفقتها؛ فأثناء احتسائها للشاي كانت الشمس تعميها تقريبا، وعند عودتهما للمقصورة ظلت مغمضة عينيها بسبب الصداع، وفي طريق ذهابهم إلى مقصورة المطعم وعودتهما منها، كانت تسير إما أمام رفيقتها أو خلفها.
قالت مترددة: «لا أستطيع إخبارك بالكثير؛ فليس بها شيء مميز ليجذب انتباهي. هي امرأة في خريف عمرها، ومظهرها عادي، ووجهها شاحب.»
سألها هير مشجعا: «أهي طويلة أم قصيرة؟ بدينة أم نحيلة؟ بشرتها سمراء أم فاتحة؟» «بين هذا وذاك، لكنها ذكرت أن لها شعرا مجعدا فاتحا.»
كرر البروفيسور: «ذكرت؟ ألم تلاحظي ذلك بنفسك؟» «لا، لكني أظن أنه بدا فاتحا، لكني أتذكر أن عينيها زرقاوان.»
قال البروفيسور معلقا: «هذا لا يفيد كثيرا.»
صفحة غير معروفة