لقد وصلا متأخرين دقيقة واحدة. في اللحظة التي أدركت آيريس أنها هزمت، انتهز الحاجب مجازا اللحظة المؤثرة نفسيا، وانطلق يرفرف معه. انتهز الفترة الوجيزة بين الاهتزازة الأولى للمحرك ودوران العجلات ليخترق الحشد كنمر عجوز.
كان لا يزال في جسده الهرم النحيل ما يكفي من القوة والرشاقة كي يتمكن من بلوغ أقرب عربة قطار وفتح بابها.
اعترضت طريقه سيدة ذات وقار ترتدي الأسود. كانت من النوع الذي يرتعد خوفا منه غريزيا كونه فلاحا. على الجانب الآخر، فقد دفعت له زبونته مبلغا يزيد بكثير عما يجنيه من بقشيش على مدى الموسم بأكمله.
لذا، كان يجب أن تأخذ مكانها في القطار. أحنى رأسه وعبر من تحت ذراع السيدة، وطوح حقيبة آيريس داخل العربة ثم سحبها هي أيضا إلى الداخل.
كانت العربة قد بدأت تتحرك عندما قفز خارجها ليسقط متكوما على أرض الرصيف، لكنه لم يصب بأذى؛ فعندما نظرت آيريس وراءها لتلوح له شاكرة، ابتسم لها كعفريت بلا أسنان.
كان يفصلها عنه بالفعل عدة ياردات. مرت المحطة من جوارهم، وبدأت مياه البحيرة ترتطم بأوتاد رصيف المرسى. وخلال النافذة، تماوجت صفحتها الزبرجدية التي أهاجتها الرياح وصقلتها الشمس. فيما كان القطار يسلك المنعطف في مساره مارا عبر الثغرة بين الصخور، التفتت آيريس وراءها كي تلقي نظرة أخيرة على القرية؛ تلك الكومة المدهشة من المباني الصغيرة الملونة التي استقرت على إفريز القرية الأخضر.
الفصل السابع
الركاب
عندما مر القطار خلال النفق المحفور في الجرف وخرج منه إلى واد ضيق يعج بالأشجار، نظرت آيريس إلى ساعة يدها. حسب عقاربها، لم يكن موعد وصول قطار ترييستي السريع إلى محطة القرية قد حان بعد.
قالت: «لا بد أنها تعطلت عند سقوطي. يا لحسن حظي! كان من الممكن أن تجعلني أفوت القطار.»
صفحة غير معروفة