حمل صوتها نبرة ثقة - كتلك المقترنة بصرف الطهاة إلى عملهم - إذ كان البروفيسور قد عاد للتو إلى مقصورته. نهضت من مقعدها متأهبة لاتباعه، عندما ظهر موظفو الجمرك في نهاية الممر.
كانت عملية التفتيش تلك ذات أهمية قصوى للآنسة فروي؛ لأن لورا لم تشأ أن يقاطعها أحد، أرادت أن تنتظر ريثما تفتش أمتعة البروفيسور. خلال تلك الفترة، استشعر المحامي موقفا دعاه لطرح بضعة أسئلة إيحائية.
سألها: «لم تلك الجدية البالغة؟» «أنسيت أن ذلك قد يكون أمرا جادا بالنسبة لي؟» «وكيف ذلك؟ فنحن لن نفترق للأبد، أليس كذلك؟ بإمكاني أن ألتقيك في لندن.» «كم هذا لطيف!»
الآن ولم يعد كبرياؤها يحول بين طبيعتها الأنثوية وتعبيرها عن ذاتها، شعرت لورا أنها سيدة الموقف؛ فهي تحمل بيدها البطاقة الرابحة.
قالت: «أتساءل إن كنت سأطيق حمل لقب براون، بعد أن كنت السيدة بارميتر.» «وهل ستسنح الفرصة؟» «إن وقع طلاق فسيصعب أن تخذلني؛ فالأمر لم ينته بعد، أليس كذلك يا عزيزي؟» «لكن يا عزيزتي لن يقع طلاق.» «لست واثقة تماما. أعرف أنك بينت لي بوضوح شديد أنك لا تنوي أن تضع بيد زوجتك دليلا يحملها على تطليقك، لكنها ستقرأ عنا في الصحف، وليس ثمة امرأة تطيق ذلك.» «أنت تبدين واثقة تماما من ذيوع صيتك. ربما أنت مطلعة على احتمالات ذلك أكثر مني؟»
نظر إليها المحامي شزرا وكأنها شاهد عدائي؛ إذ أدرك الخطر الذي يختبئ وراء ابتسامتها.
كان غرضها التعجيل بأمر ما.
قال ببرود: «بإمكاني أن أطمئنك بخصوص نقطة واحدة. إن رفع زوجك دعوى ضدك فقد تخسرين لقبك البراق ذلك، لكني لن أطلب منك أن تقدمي تلك التضحية الكبرى؛ فهناك سيدة بروان بالفعل. زوجتي لن تطلقني أبدا.»
نظرت إليه آيريس باستنكار.
وسألته: «أتعني أنها ستتلقى الخبر وهي مستلقية دون أن يهتز لها طرف؟» «هل يهم على أي وضع ستتلقاه؟ ما أقصده هو أننا متفقان تماما. سيكون في غير مصلحتنا المشتركة أن نفترق، لكني لا أظن أن خطر التشهير قائم بالفعل. ماذا عنك؟»
صفحة غير معروفة