قال تودهانتر ضاحكا: «لم؟ لأنها اختفت. لو أني لم أنكر وجودها، لاضطررت لأن أدلي بشهادتي في ترييستي، ولك أن تتخيلي عناوين الصحف: «اختفاء سيدة إنجليزية على متن القطار الأوروبي السريع: صورة للسيد تودهانتر الذي كان عائدا من شهر العسل، عندما ... إلخ.» لن يطول الأمر حتى تكتشف الصحافة الإنجليزية هويتي. تلك أحد المساوئ المحدودة للشهرة.»
لم يبد الانبهار الذي نشده على السيدة لورا؛ إذ كشفت لها كلماته تلك عن أمر جديد.
وفي نهاية المطاف ربما لم تخسر اللعبة؛ إذ إنها لم تنته بعد. مع أن تودهانتر لم يكن ينوي المخاطرة بالوقوع في فضيحة عندما أقنعها بالقدوم معه في تلك الرحلة، رأت فرصة لحبك واحدة وإرغامه على فعل ما تريد.
إن ذهبت للبروفيسور وأكدت له وجود الآنسة فروي، فستكون النتيجة حتما هي حدوث تعقيدات في المستقبل. البروفيسور رجل لا غبار على نزاهته وتقديمه للصالح العام، وهو ما سيجعله يفتح تحقيقا، مهما كلفه ذلك من متاعب شخصية.
فجأة، التمعت عيناها البنفسجيتان؛ فباعتبارها زوجة السيد تودهانتر المزعوم كانت تعد عنصرا مهما في الصورة؛ عنصرا لن يسهو عنه المراسلون أو يكتمونه. لطالما كانت صورها الفوتوغرافية جذابة.
بعد ذلك، سترفع قضية طلاق تكون مثار الاهتمام، وسيجبر السير بيرفيل - بدافع الالتزام الأخلاقي - أن يتزوجها لتصير السيدة براون الثانية.
عندما خطرت لها تلك الفكرة، تنهدت تنهيدة عميقة؛ فهذا يعني أن عجلة الحظ ما زالت تدور.
وأنها لم تخسر بعد رهانها.
الفصل الرابع والعشرون
وتدور عجلة الحظ
صفحة غير معروفة