ارتسمت ابتسامة على وجه البروفيسور المستطيل جعلته يبدو مثل حصان ودود.
قال لهما: «أستطيع تفهم ما تشعران به؛ فأنا أعترف أن كلبتي تجعلني أفقد صوابي. نادرا ما أسافر خارج البلاد؛ لأني لا أستطيع اصطحابها معي بسبب قواعد الحجر الصحي، لكن تلك السنة بدا لي التغيير الشامل مطلوبا.»
تبادلت الأختان النظرات.
وقالت الآنسة فلود-بورتر: «أليس ذلك غريبا؟ فهذا وضعنا بالضبط.»
اقشعر بدن الآنسة روز وغيرت مجرى الحديث بسرعة. سألته: «من أي فصيلة كلبتك؟» «من فصيلة سيلهام. لها فراء أبيض.»
لم يعد البروفيسور يجلس منتصب القامة؛ فبعد أن بدأت صداقتهم بالحديث عن رؤساء الخدم، ووطدها اشتراكهم في امتلاك كلب، شعر أنه يجلس في رفقة متآلفة؛ لذا تراخى حديثه من الرسميات إلى القيل والقال. «يبدو أن مسئولية تجاه تلك الفتاة الغريبة قد ألقيت على عاتقي. يبدو أنها مصرة على إحراج الجميع. عرفت أنها كانت تنزل بالفندق نفسه الذي نزلتما به، ما رأيكما بها؟»
قالت الآنسة روز بحدة: «لا تسألني رأيي، فأنا متحيزة ضدها؛ لذا قد لا يكون من الإنصاف أن أبدي رأيي بها.»
تولت أختها التفسير. «نحن لا نعرف شيئا عنها هي، لكنها كانت برفقة زمرة من أشباه العراة، الذين يسكرون ليل نهار، وكانوا مصدر إزعاج تام. كان صخبهم يفوق آلة حفر طرق تعمل بضغط الهواء، وقد أتينا إلى ذلك المكان البعيد كي ننعم بالراحة والهدوء.»
طقطق البروفيسور .
وقال: «أتفهم جيدا شعوركما. ما أقصده هو هل تبدو لكما هيستيرية؟» «لا أعرف سوى أن مشهدا مشينا وقع عند البحيرة أمس. كانت فتاتان تتشاجران بشأن رجل، وكانت هي إحداهما.»
صفحة غير معروفة