مع أنها سيدة اجتماعية، بدأت السيدة فروي تتساءل متى سيرحل ضيوفها. وضعت وليمة شاي سخية على مائدة غرفة الطعام تتضمن فطيرة توت أسود، وقد تركت إحدى الضيوف بقعة على أفضل مفرش مائدة تملكه. كانت قد وضعت طبقها فوقها شاعرة بالذنب، لكن السيدة فروي رأتها. ولأن كل دقيقة تمر قبل أن تدعك البقعة بالملح تجعل إزالتها أصعب، كان من الصعب عليها أن تغض الطرف كعادة المضيفات.
كما أنها كانت تريد أن تنظر إلى الساعة وحدها، وتتأمل بغبطة حقيقة أنه مع كل دقيقة تمر يقترب موعد عودة ويني.
كانت أصابعها تتوق لإزالة مفرش المائدة، إلا أنها بعد أن اصطحبت ضيوفها إلى البوابة، لم تعد إلى المنزل على الفور؛ فأمامها كان الحقل الذي تجمع منه الفطر كل صباح. كان يكسوه اللون الأخضر الزاهي، وكانت الظلال السوداء لأشجار الدردار تطول بينما تقترب الشمس من المغيب.
كان المنظر كئيبا موحشا، فجعلها تفكر في زوجها. «أتمنى لو يعود ثيودور إلى المنزل.»
يبدو أنه سمع أمنيتها؛ إذ ظهر فجأة في آخر المرعى؛ فقد رأت هيئته الطويلة السوداء تسير على العشب، وكأنما يسابق ظلال أشجار الدردار.
وحوله يتقافز بمرح كلب يبدو أن له صلة ما بسلالة كلب الرعي الإنجليزي القديم، لكن سلالته الأصلية زلت، فأقحمته في شجرة العائلة. أثناء موجة من الطقس الحار قلم فراؤه الكث، فتحول إلى إحدى شخصيات والت ديزني.
كان سقراط بمثابة بشير العائلة ومبعوثها. فور أن لمح السيدة القصيرة الممتلئة ذات الشعر الأشيب، انطلق في خط متعرج نحوها، وظل يدور حولها وينبح بحماسة حاملا إليها بشرى عودة زوجها إلى المنزل.
بعد أن أدى واجبه في جانبها من الحقل، انطلق عائدا إلى السيد فروي حاملا أنباء سارة تفيد أن سيدة المنزل بانتظاره. بينما كان يتنقل بينهما وهما يدنوان أحدهما من الآخر، كان مالكاه يضحكان من وثباته المرحة الخرقاء.
قال السيد فروي: «لا بد أن الكلب المسكين يشعر براحة كبيرة بعد أن تخلص من ذلك الفراء الكث. من الواضح أنه يشعر بالانتعاش والخفة الآن.»
قالت زوجته معلقة: «هو على الأرجح يخيل له أنه جنية. انظر كيف يطفو في الهواء مثل كومة من زغب الشوك.» «أيها الأخرق العجوز العزيز، كانت وينسوم لتضحك من ذلك، أليس كذلك؟»
صفحة غير معروفة