فلما فتح الله على رسوله مكة سرح خالد بن الوليد إلى بني جذيمة بن عامر فصبحهم على ماء يقال له: الغميصاء. فلما أحسوا خالدا ركبوا الخيل، وحملوا السلاح، فلحقهم خالد، فقال: ما أنتم؟ قالوا: نحن عباد الله المسلمون، قال: فاستأسروا. ما لي أراكم قد حملتم السلاح، وحملتم الظعن. فقال له رجل منهم - يقال له: خذام لا نستأسر، فإنه ليس بعد/ الأسر إلا القتل.
قال عبد الله بن [أبي] حدرد الأسلمي: فاتبعنا ظعائنهم حتى إذا شارفناهن كر علينا غلام أمرد منهم، له ذؤابة بين كتفيه، إذا ما هبت فيها الريح ضربت خديه يمينا وشمالا، على فرس له عري معه قناة، ليس فيها سنانها. قال: فرمى بنفسه، وأنشأ يقول:
أرخين أطراف الذيول واربعن ... مشي حييات كأن لم يفزعن
صفحة ٩٦