قال أبو الحسن: ومن تورية الرؤساء عن الذنوب إيثارا للعفو عن جناتها والستر عليهم ما فعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أمر خالد بن الوليد وبنى جذيمة، وما امتثله بعده أبو بكر في شأن خالد في قتله مالك بن نويرة. فإنه حدثنا محمد بن زكريا بن دينار الغلابي قال: حدثنا العباس بن بكار قال: حدثنا أبو بكر الهذلي عن الزهري، وعيسى بن يزيد عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمر بن حزم الأنصاري، قال أبو عبد الله: وحدثنا مهدي بن سابق عن أبي يقظان أن نفرا من قريش مروا في الجاهلية ببني جذيمة بن عامر بن مرة بن عبد مناة بن كنانة، فيهم الفاكه بن المغيرة وعوف بن عبد عوف أبو عبد الرحمن بن عوف وعفان بن أبي العاص أبو عثمان بن عفان، وكان معهم رجل من ثقيف. فلما وردوا الماء سألهم رجل من بني جذيمة: من أنتم؟ قالوا: نفر من قريش ومعنا رجل من ثقيف. قال: فإن ثقيفا قتلت أخي/ فوالله لأقتلنه. قالوا: إذن نحول بينك وبينه. فاستغاث قومه فجاؤوه، فقاتلهم القرشيون دون الثقفي حتى قتل القرشيون ومعهم الثقفي.
صفحة ٩٥