[الرؤية]
فكأنما تأولوا قول الله عز وجل: { وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظره } [القيامة:22]. فقالوا إن الله عز وجل يرى بالأبصار في الآخرة، وينظر إليه جهرة، خلافا لقول الله جل ثناؤه: { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار } [الأنعام:103]. جهلا بمعاني الآية وتأويلها.
فأما أهل العلم والإيمان، ففسروها على غير ما قال أهل التشبيه المنافقون، فقالوا: { وجوه يومئذ ناضرة } يقول: مشرقة حسنة، { إلى ربها ناظره } يقول: منتظرة ثوابه وكرامته ورحمته، وما يأتيهم من خيره وفوائده. وهكذا ذلك في لغات العرب. وبلغاتها ولسانها نزل القرآن، يقولون: إذا جاء الخصب بعد الجدب: قد نظر الله جل ثناؤه إلى خلقه، ونظر لعباده. يريدون أنه أتاهم بالفرج والرخاء. ليس يعنون أنه كان لا يراهم ثم صار يراهم .
صفحة ٢٤٥