[الفاسق]
ومن أتى كبيرة فهو فاجر فاسق. يبين ذلك قول الله جل ثناؤه :{ والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شادة أبدا وأولئك هم الفاسقون } [النور:4]. وقال تبارك وتعالى:{ إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم } [النور:23]. فإذا كان قاذف المحصنة فاسقا ملعونا، فالزاني بالمحصنة أعظم جرما، والسارق، وقاتل النفس، بغير الحق، وآكل أموال اليتامى ظلما، وغير ذلك من كبائر الذنوب. وكذلك من فعل ذنبا من الكبائر فهو فاسق في إجماع الأمة. والفاسق - لله جل ثناؤه - عدو، حكم الله فيه ما أنزل من حدوده. من قتله إذا قتل ظلما، أو أفسد في الأرض بغيا، وقطع يده إذا كان سارقا، وجلده إذا زنا، وإن زنا وهو محصن قتل بالحجارة رجما، وإذا قذف المؤمنين والمؤمنات جلد الحد، وغير ذلك من النكال. لما يكون منه من الفعال، { ذلك له خزي في الدنيا وله في الآخرة عذاب عظيم}. مع ما نهى الله عز وجل عنه من ولايته، وأمر به من جرح عدالته، وإبطال شهادته، وسوء الظن به، والحجر عليه في ماله إذا أنفقه في معاصي ربه، حتى يؤنس رشده، وغير ذلك من الأحكام عليه، من سوء الثناء، وإلزامه القبيحة من الأسماء، فليس هو من المؤمنين في أسمائهم، ولا رضي أفعالهم، لمجانبة المؤمنين في أعمالهم وطيبهم. ولا من الكافرين ولا يسمى بأسمائهم، لمخالفته الكافرين في جحدهم، وفريتهم على ربهم، واستحلالهم لما حرم الله عليهم. ولا هو من المنافقين لاستسرار المنافقين الكفر في قلوبهم، ولكنه فاسق. ذلك اسمه، وعليه حكمه.
صفحة ٢٧٥