باب اعلم أن القرآن الحكيم أنزله الله على قلب محمد عليه السلام كما قال جل جلاله: { نزل به الروح .... مبين } (¬1) فثبت بالمعجزات الخارقات للعاداة أنه من عند الله تعالى، فكان علمنا بذلك كسبا. وأما معرفتنا بمحمد عليه السلام أنه بمكة وبها نزل القرآن الذي في أيدينا وهو ذلك القرآن الذي نزل على محمد عليه السلام، فمعرفة هذا كله من الضرويات من جهة التواتر. وأما العلم أنه من عند الله فكسب. وأن العلم به أنه تحدى به العرب فعجزت فضرورة. ثم إن الله تعالى أخبرنا في القرآن أنه محفوظ/ مصان { لا يأتيه ........ حميد } (¬2) . وأن الأمة قد اجتمعت على ما في مصحف عثمان بن عفان
فمن رد منه شيئا كفر، وأنه الحق عند الله. والمصحف في أيدي الأمة مضبوط محفوظ بخلاف التوراة والأنجيل اللذين يجوز عليهما التحريف ويجرى عليهما التبديل والتزييف.
صفحة ١٨١