وألفاظ الحصر أربعة تدل على نفي الحكم عن غير المنصوص عليه وهو نوع من دليل الخطاب وهي:
أنما، ثم ذلك، ثم الألف واللام التي للاستغراق الجنس، ثم الإضافة. أما إنما كقول الله تعال: { إنما الله إله واحد } (¬1) فإنما تدل على نفي الحكم غن غير المنصوص. وقوله عليه السلام: «إنما الولاء لمن أعتق» (¬2) . فظاهر ألفاظ نفي الولاء عن غير المعتق. وعارض من أبى من الحصر بقوله (¬3) : «إنما النبي محمد، إنما الكريم يوسف» (¬4) . فجاءت هنا مؤكدة لا نافية لغيره. وقال أيضا/: «إنما الأعمال بالنيات» (¬5) . أراد حصر العمال إلى النية وإبطالها في غير نية. وقد ألحق قوم من المتفقهة "لا" وجعلوها بمنزلة (إنما) فيقولون:لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار. وهذه على المبالغة، وأما على النفي في غير ما نص فيه فلا.
وأما قولك "ذلك" فإن ذلك يدل على الحصر لقوله تعالى: { ذلك لمن ........ الحرام } (¬6) . وقوله: { ذلك لمن خشي العنت منكم } (¬7) .
وأما الألف واللام التي لاستغراق الجنس كقوله عليه السلام: «البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه» (¬8) .
وأما الإضافة كقوله عليه السلام: «تحريمها التكبير وتحليلها التسليم» (¬9) وإنما ضعفوا دليل الخطاب من قوله عز وجل: { وربائبكم .... عليكم } (¬10) .
صفحة ١٧٨