العدل والإنصاف للوارجلاني

Abu Yacqub Warjalani ت. 570 هجري
150

العدل والإنصاف للوارجلاني

تصانيف

ومثله بمثله إلى ما لا يتناهى. ولو استعملت فيه الوجوه الأربعة الدالة على استغراق الجنس.

ومن استعمال العموم قول الخليل عليه السلام: { إن فيها لوطا } (¬1) وذلك أن الملائكة قالت: { إنا مهلكوا ...لوطا } وانفهم لإبراهيم عليه السلام التعميم. ولم يأخذوا عليه في تعميمه العام ذا الصيغة وأخذه الظاهر من القول. والكل على حق./ فقالت الملائكة: { نحن أعلم ...... الغابرين } (¬2) .

ولم يحتج الواقفوان بحجة أعرفها إلا أنهم قالوا: لما حسن الاستفهام في العموم وصلح فيه التوكيد دل على الوقف دون الأمضاء: تقول: من جاءني أعطيته. فيصلح من السامع أن يقول لك: ولو جاءك عدوك أو بغيضك فإذا حسن هذا دل على الوقف. قال الله تعالى: { فسجد الملائكة كلهم أجمعون } (¬3) فإذا حسن التوكيد دل على الوقف لإزاحته التخصيص. قيل لهم: أرأيتم لو وقع التوكيد، أيدل على التعميم؟ قالوا: لا .

قلنا: فلا فائدة إذا في التوكيد إذ لا يفرق بين عام وخاص ولم يفدنا وإياهم شيئا. ألا ترى مع هذه التوكيدات والاستفهامات كيف حصل التخصيص/ معها واستثناء آخر ووكد توكيدا ولم يعن شيئا.

ألفاظ العموم

أولها: الجموع والأجناس كقولنا (¬4) : المسلمون، والمؤمنون، والأبرار، والفجار. وأما أسماء الأجناس فالأرض والسماء والهواء والماء والحيوان والموات.

الثاني: أسماء الاستفهام: (من) و(ما) و(أي) و(متى) و(أين) و(ليس) في النفي و(لا يكون).

الثالث: ألفاظ التوكيد: كلهم، وأجمعون، وأكتعون، وأبصعون.

الرابع: الاسم المفرد المحلى بالألف واللام إن أريد به الجنس.

فالناس في هذا كما قدمنا على ثلاثة أقوال:

أهل الوقف هم على وقفهم حتى يرد بيان بعد هذه الألفاظ.

وأهل التعميم على قولين:

صفحة ١٥٠